في الرحلة المستمرة للسعي للحصول على جسم رشيق والتخلص من الوزن الزائد يتبع البشر في جميع أنحاء العالم أنظمة مختلفة منها الصحي ومنها الغير صحي ومنها من يثبت أن له أثار جانبية سلبية أكثر من الإيجابية .

ولذلك يستمر البحث والدراسات بشكل شبه يومي حول أثار إتباع أنظمة الرجيم على الجسم وما أفضلها وأقلها ضرراً  وأي الأنظمة تشكل خطراً على صحة الإنسان .

وبحسب ما جاء في إعلان لباحثون من جامعتي "شاريتيه" في برلين، و"كاليفورنيا"، في سان فرانسيسكو تمكن هؤلاء الباحثون من إثبات أن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية يغير بشكل كبير من تكوين الجراثيم الموجودة في الأمعاء البشرية.

نقدم لكم في البوابة 24 أهم ما جاء في هذه الدراسات وأهم التوصيات التي تضمنتها 

الرجيم الخالي من السعرات يؤثر على بكتيريا المعدة:

وفقاً للباحثين في الدراسة فإن اتباع نظام غذائي يؤدي إلى زيادة بكتيريا معينة تسمى بـ"المطثية العسيرة"، والتي ترتبط بالإصابة بالإسهال، أو التهابات القولون الناتج عن تناول المضادات الحيوية.

وأفاد الباحثون، في الدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر"، العلمية، أن ميكروبيوم الأمعاء البشرية يحتوي على تريليونات الكائنات الحية الدقيقة وهو العدد الذي يختلف من شخص لآخر.

واشاروا إلى أنه في الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، فإنه من المعروف أن تركيبة هذا الوسط البكتيري تختلف عن تلك الموجودة في الأفراد ذوي الوزن الطبيعي.

وتساءل العلماء عن كيفية تأثير اتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن على الجسم، وقام فريق دولي من الباحثين بالإجابة على هذا السؤال.

 حيث نقلت الوكالة عن رئيس الفريق البحثي، البروفيسور يواكيم سبرانجر، قوله: "لقد تمكننا، للمرة الأولى، من إثبات أن النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية ينتج تغييرات كبيرة في تكوين ميكروبيوم الأمعاء، وأن هذه التغييرات لها تأثير على توازن الطاقة في جسم الشخص".

ولاستكشاف آثار اتباع نظام غذائي على الجسم، قام الفريق بدراسة حالة 80 امرأة من كبار السن في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، تراوحت أوزانهن بين زيادة الوزن قليلاً إلى السمنة الشديدة، على مدى 16 أسبوعاً.

واتبعت مجموعة من النساء المشاركات في الدراسة نظاماً يتم فيه تناول وجبات تحت الإشراف الطبي، حيث استهلكن مشروبات مخفوقة يقل مجموع سعراتها عن 800 سعرة حرارية في اليوم، فيما حافظ النساء في مجموعة أخرى على وزنهن طوال مدة الدراسة.

وأظهر تحليل عينات البراز المنتظم أن اتباع نظاماً غذائياً أدى لزيادة عدد الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الأمعاء، وغيَر من تكوين ميكروبيوم الأمعاء.

وأشارت الوكالة إلى أنه بعد ذلك قام العلماء بنقل عينات البراز، التي تم جمعها قبل وبعد اتباع نظام غذائي، إلى الفئران التي تم الاحتفاظ بها في ظروف خالية من الجراثيم في الأمعاء.

ووجدوا أن الحيوانات التي تلقت برازاً تم جمعه بعد اتباع نظام غذائي فقدت ما يفوق 10% من كتلة أجسامها، فيما لم يكن لبراز ما قبل النظام الغذائي أي تأثير على الإطلاق.

ويقول البروفيسور سبرينجر: "تظهر نتائجنا أن هذه الظاهرة تفسر التغيرات التي تحدث أثناء امتصاص العناصر الغذائية من أحشاء الحيوانات، وهو ما يسلط الضوء على حقيقة أن بكتيريا الأمعاء لها تأثير كبير على امتصاص الطعام".

وعندما درس الباحثون تكوين البراز بمزيد من التفصيل، وجدوا علامات على زيادة الاستعمار من قبل بكتيريا المطثية العسيرة، والتي عادة ما توجد بشكل شائع في البيئة الطبيعية، وفي أحشاء البشر، والحيوانات، الأصحاء، ولكن يزداد عددها في الأمعاء استجابةً لتناول المضادات الحيوية، مما قد يؤدي إلى التهاب شديد في جدار الأمعاء، حيث تم العثور على كميات متزايدة من البكتيريا في كل من المشاركين الذين أكملوا نظام فقدان الوزن، وفي الفئران التي تلقت بكتيريا الأمعاء بعد اتباع نظام غذائي.

وأوضح البروفيسور سبرانجر: "لقد تمكنا من إثبات أن المطثية العسيرة تنتج السموم المرتبطة عادةً بهذه البكتيريا، وأن هذا هو ما كان يعتمد عليه فقدان وزن الحيوانات، ولكن على الرغم من ذلك فإنه لم تظهر على المشاركين ولا الحيوانات علامات على الأعراض التي تسببها مثل التهاب الأمعاء".