بقلم:د. رياض عواد
ما يؤسف ويقلق ويحزن دائما ترك المجتمع عاريا يسقط تحت ضربات الكذب وشعبوية الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وضعف معرفة كثير من السياسيين والكتاب للقضية المطروحة، وضعف المعلومات الصادرة للاعلام من الجهات المختصة. طبعا هذا بعيدا عمن لهم أهداف سياسية مسبقة من تحريضهم وكتاباتهم.
هل حاول هؤلاء الكتاب أن يكون لديهم معلومات وافية عن هذا الموضوع بعيدا عن المعلومات التي تبثها الصحف والمواقع الإسرائيلية والمواقع الحزبية الفلسطينية ذات الأهداف السياسية.
هل يعرف هؤلاء الكتاب والمثقفين أن نسبة تغطية السكان فوق عمر 18 سنة بجرعتين من أحد لقاحات كورونا لم تتجاوز في الضفة 14.6% وفي غزة 2.9%، حتى تاريخ 20 يونيو 2021. وأن حملتهم ستؤثر سلبيا على إقبال المواطنين على التطعيم؟!
هل يعلم هؤلاء أن المجتمع الفلسطيني هش، صحيا وبيئيا، وتلعب التطعيمات دورا رئيسيا في حمايته من الأمراض الوبائية والمعدية. لذلك حافظت وزارة الصحة والانروا على معدلات التغطية العالية بالتطعيمات الأساسية بين المواليد والأطفال والأولاد والتي تتجاوز في فلسطين ال 95% وتصل غالبا إلى 100%، كما أن اليونيسف اشادت بالمرأة الفلسطينية لالتزامها بتطعيم أطفالها.
ان عدد طلبات اللقاحات أمام الشركات المصنعة يفوق مقدرة هذه الشركات على تلبية الطلب الكبير على اللقاحات، وكثير من الدول ذات المقدرة الاقتصادية والمالية لم تستطع حتى الآن الوصول إلى نسبة ال 75% من تغطية المجتمع، بسبب نقص في كمية اللقاحات المتوفرة رغم المقدرة المالية.
للاسف، في هذه القضية وكثير من القضايا المشابهة لا نرى الوطنيين المهنيين يتصدون لمثل هذه الحملات غير الواعية غالبا أو المغرضة أحيانا، ولا نجد من يعتبر من بين هؤلاء المتخصصين الدفاع عن المجتمع واجب وطني وعلمي وإنساني تفرضه عليه درجته العلمية وتخصصه والحقيقة التي يعرفها جيدا.
لماذا لم نجد من يشرح للناس من بين هؤلاء المتخصصين، وهم كثر، ومن المؤسسات والنقابات المتخصصة قضية تطعيمات فايزر، ويوضح للمجتع الحقائق ويحذر من خطر التعامل مع هذه القضية من منطلقات سياسية ومداقرة ومناكفة، بل إن بعض الكتاب والنشيطين يتعاملون معها من باب الطرفة والنكتة؟! ببساطة انه التخلي عن الواجب المنوط بهم، الواجب الوطني العلمي الإنساني.
إنها المداقرة والانتقام في بعض الأحيان لأسباب شخصية، أو تجنبا للمتاعب وفقا لمقولة جحا، ما دامت بعيدة عن ......
طبعا لا فائدة الان كثيرا من طرح هذه القضية، بعد أن حققت غرض البعض في ضرب مصداقية السلطة ووزارة الصحة الفلسطينية، واضافها آخرون كقضية مركزية لمجموع القضايا التي يجمعونها من أجل مواصلة الهجوم على السلطة وصولا لاسقاطها.
الهدف الوحيد الممكن تحقيقه من إعادة طرح مثل هذه القضايا الاستفادة من الدرس، أن وجد من يريد ان يستفيد، من خلال تعزيز إعلام السلطة وتناوله لمختلف القضايا بمصداقية وشفافية، وتوفير المعلومات الصحيحة للاعلاميين من خلال المتخصصين، والتواصل مع المتخصصين اصحاب المعرفة والخبرة من خارج الأطر الرسمية، كما من المهم عدم الخوف والرضوخ لمثل هذه الحملات الشعبوية والسياسية، بغض النظر عن أهدافها.
ان تحقق ذلك نكون قد تعلمنا الدرس واستفدنا شيئا مما يجب أن نستفيد منه؟!