البوابة 24

البوابة 24

السودان.. طالع تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل النار بين الجيش وقوات "الدعم السريع"

البرهان وحميدتي
البرهان وحميدتي

في ظل استمرار الصراع في السودان بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، وقيام الجانبين بحشد قوتان عسكريتان كبيرتان، تزداد المخاوف من إراقة الدماء، دفعت مجموعة من الوسطاء لإجراء محادثات في اللحظات الأخيرة بين الطرفين، قبل أسبوعين.

وعلى الرغم من ذلك، أكد 3 وسطاء على أن أقوى رجلين في البلاد لم يشاركا في الاجتماع الذي عقد بالمقر الرئاسي في الخرطوم الساعة 10 صباحًا يوم 15 أبريل، بالتفاصيل التي يتم الكشف عنها لأول مرة، وبدلا من ذلك، اندلع القتال في جميع أنحاء البلاد.

وفي هذا السياق، كشف "دبلوماسي"، مطلع على الوضع السوداني، عن لقاء جمع قائد الجيش السوداني وقائد قوات "الدعم السريع"، آخر مرة في 8 أبريل الجاري، قبل أسبوع من اندلاع الحرب، بمزرعة على أطراف العاصمة السودانية الخرطوم.

أقرأ أيضًا:

انسحاب من الفاشر

2.jpg
 

وخلال الاجتماع، طالب "البرهان"، بانسحاب قوات "الدعم السريع" من مدينة الفاشر الواقعة غربي دارفور معقل حميدتي، بالإضافة إلى وقف تدفق قوات "الدعم السريع" إلى الخرطوم المستمرة منذ أسابيع.

كما أشار "الوسطاء"، إلى أن الطرفان أيضًا بشكل خاص واتفقا على ما يبدو على وقف التصعيد، فضلًا عن وجود نية لعقد اجتماع آخر في اليوم التالي، لكن ذلك لم يحدث.

سر سخط حميدتي في آخر لقاء مع البرهان

لكن في الأسبوع التالي، خلف الكواليس، كان كلاهما يستعدان بجد للأسوأ، بالإضافة إلى ذلك، كشف مصدران عسكريان عن خطط لم يتم الكشف عنها من قبل، وقالا إن القوات الجوية تدرس مواقع تجميع قوات الدعم السريع، بناءً على إحداثيات قدمها الجيش.

كما لفت المصدران نفسهما، إلى أن قوات "الدعم السريع" تنشر بشكل متزامن المزيد من المسلحين في سوبا، جنوب الخرطوم، ومعسكرات أخرى في جميع أنحاء العاصمة.

القوات الجوية ومواقع الدعم

1.jpg
 

والجدير بالإشارة أن "القوات الجوية"، التي كانت تقصف العديد من الأماكن بالخرطوم منذ اندلاع الحرب، تدرس مواقع معسكرات "الدعم السريع" لأكثر من أسبوع قبل بدء القتال.

وقال المصدران، إن "الجيش" قام بتشكيل أيضا لجنة صغيرة من كبار قادته للاستعداد لصراع منتظر مع قوات "الدعم السريع".

الصراع على السلطة

ومع ذلك، وبغض النظر عن هذه الأسباب العسكرية التي أشعلت الحرب بشكل مباشر، وبعد أن كان الجنرالان في اتفاق كامل، يبدو أن شرارة الخلاف بدأت تلوح في الأفق بعد أن قال "حميدتي"، في أحد تصريحاته، إن "الاستيلاء على السلطة كان خطأ سمح لموالين عمر البشير باستعادة بعض النفوذ"، في إشارة إلى الإجراءات الاستثنائية التي فرضها مجلس السيادة بقيادة "البرهان" ونائبه في أكتوبر 2021 وحل الحكومة المدنية.

فيما راهن "حميدتي" على الاتفاق الإطاري المدعوم عالميًا للقيام بتشكيل حكومة مدنية، كان من الواضح من خلاله أنه يتطلع إلى لعب دور سياسي في المستقبل، فقد تصاعد التواتر بين الطرفين بسبب التسلسل القيادي في المرحلة الانتقالية الجديدة وخطط دمج قوات "الدعم السريع" في الجيش النظامي.

10 سنوان أو سنتان؟!

images - 2023-04-29T111825.824.jpeg
 

وبالتزامن مع التخطيط للقتال، أصر قائد قوات "الدعم السريع"، على أن دمج قواته يجب أن يتم على مدى أكثر من عشر سنوات، بما يتماشى مع شروط الاتفاقية الإطارية الموقعة في ديسمبر، وفقًا ما ذكرته العديد من المصادر السودانية والدبلوماسية المطلعة على المحادثات.

وعلى الجانب الأخر، كان الجيش يضغط بهدف تحديد موعد زمني أقصر، وطالب الفريق الركن "شمس الدين الكباشي"، نائب البرهان الصارم في الجيش، بتنفيذ الدمج في غضون عامين فقط.

وقال دبلوماسي كبير شارك في جهود الوساطة في الأسابيع الأخيرة قبل اندلاع القتال، إن الفرصة كانت سانحة على ما يبدو للتوصل إلى اتفاق بين البرهان وحميدتي، لكن قائد قوات الدعم السريع كان ساخطا. وتابع "كان هناك الكثير من الغضب والإحباط في نبرة حميدتي، الذي راح يقول إنه الوحيد الذي يحمي التحول الديمقراطي".

وبدوره، أشار "دبلوماسي كبير"، شارك في الوساطة في الأسابيع القليلة الماضية قبل اندلاع الصراع، إلى أن هناك على ما يبدو فرصة للتوصل إلى اتفاق يجمع بين الطرفان، لكن قائد قوات "الدعم السريع" كان غاضبًا، وتابع: "كان هناك الكثير من الغضب والإحباط في لهجة حميدتي، الذي بدأ يقول إنه الوحيد الذي يحمي التحول الديمقراطي".

وأوضح "الدبلوماسي"، أن البرهان أصر على ضرورة أن يرفع قائد قوات "الدعم السريع" إليه التقارير، فيما رأى الأخير أن البرلمان وحده هو الذي يملك سلطة تحديد التسلسل القيادي، لافتًا إلى أن أيا منهما لم يرغب في تقديم تنازلات، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع بعدها وانفجار الصراع.

البوابة 24