البوابة 24

البوابة 24

سيناريوهات محتملة لنهاية الصراع في السودان.. سياسي أم عسكري؟

الصراع في السودان
الصراع في السودان

في ظل استمرار القتال في السودان بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، ظهر بريق أمل من تصريح فولكر بيريتس، مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، بأن طرفي الاشتباكات الحالية مستعدان للتفاوض، حتى لو شك الخبراء السودانيون في نجاح هذه الخطوة؛ بناء على تجربة الحروب والصراعات الداخلية السابقة.

ويختلف محللان سياسيان سودانيان، بشأن ما إذا كان القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" سينتهي بحل سياسي أو عسكري ولمصلحة من، بينما يعتقد أحدهما أنه حتى الهدنة لا فائدة منها، والآخر يقول إنها ضرورية ، ويبقى الحوار ضرورة.

تصريح مفاجئ

3.jpg
 

بالتزامن مع اختلاف المحللين حول الوضع في السودان واستمرار الصراع القائم في العاصمة السودانية "الخرطوم" ومنطقة دارفور، يوم الجمعة، بعد أن اتفق الطرفان على تمديد الهدنة الخامسة لمدة 72 ساعة، إلا أن "فولكر بيريتس"، خرج بتصريح مفاجئ  لوكالة "رويترز"، مؤكدًا أن الطرفين رشحا ممثلين عنهما لحادثات اقترح إقامتها في السعودية أو جنوب السودان.

وأضاف "بيرتس"، أنه على الرغم من أن كل طرف كان واثقا من فوزه، إلا أنهما يتحدثان الآن عن مفاوضات.

والجدير بالإشارة أن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، أكد يوم الجمعة الماضي، إنه لن يتفاوض أبدا مع محمد حمدان دقلو "حمديتي"، قائد قوات "الدعم السريع"، واصفا إياه بـ "زعيم التمرد"، فيما قال "حمديتي" إنه لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال.

أقرأ أيضًا:

من انتهك الهدنة؟

1.jpg
 

وبحسب ما ذكره الرشيد إبراهيم، مدير معهد التحليل السياسي والعسكري بالخرطوم، فإن الهدنة الخامسة لن تكون "مختلفة" عن الهدنة السابقة، بل "الأقل تطبيقًا".

ويجدر الإشارة إلى أن الجيش اتهم قوات "الدعم السريع" بخرق الهدنة ومهاجمة عدد من المناطق التابعة للقوات الجوية في جبل أولياء، فضلاً عن مهاجمة طائرة إجلاء تركية، فيما تتهم " الدعم السريع" الجيش بـ "نشر الأكاذيب".

وأكد "إبراهيم" إن قيادة "الدعم السريع" لا تستطيع احترام الهدنة والالتزام بها بعد أن فقدت السيطرة على القوات، وأن مقاتليها يعملون حاليًا على "تقييمات ميدانية خاصة".

من ناحية أخرى، يرى محمد عبد الله ود أبوك، المحلل السياسي السوداني، فوائد الهدنة، إذا كانت فعلاً "لا تعني نهاية الحرب"، لكنها جاءت "لوقف المواجهات لفترة محددة ولأغراض إنسانية"، مشيرًا إلى أن بعض المناطق، كفلت بالفعل حركة النقل والأسواق منسابة، إلا أنها تواجه "العديد من المشاكل التي تتسبب في انهيارها بسرعة".

وأكد "ود أبوك" أن الهدنة تنهار بسرعة بسبب عدم وجود آليات رقابية واضحة، مما يجعل من الصعب تحديد المسؤولين عن انتهاكها.

حل عسكري أم سياسي؟

ويشار إلى أن الحروب الداخلية تنتهي بقرار عسكري أو باتفاق سياسي، فرجح الرشيد إبراهيم أن يكون الحل العسكري هو "سيد الموقف" في بلاده، قائلًا: "الغلبة دائما للجيش طوال التاريخ في السودان، وهو ما حدث في عدة أحداث تاريخية مشابهة"، و"الأنسب" لكسر شوكة التمرد وهو ما يمهد لاحقا للخيار السياسي.

ويرى "إبراهيم"، أن "النصر العسكري" للجيش، سيؤدي إلى العديد من النتائج، وهي:

  • إبعاد قوات الدعم السريع عن المنظومة الأمنية والعملية السياسية.
  • تشكيل واقع أمني وسياسي جديد في السودان.

خيار خاسر للجميع

إلا أن "ود أبوك"، يرى أن "الحرب خيار يخسره لكل الأطراف وللوطن"، وأنه "لا يمكن لأي طرف أن يقول إنني سأستمر إلى أجل غير مسمى ويضمن عواقب استمرار حرب طويلة في ظل الانقسام السياسي والاجتماعي والاختلافات الداخلية والخارجية".

وأكد: "يجب أن نبرم هدنة طويلة ودائمة وبدء حوار جاد من أجل إنهاء الحرب".

والجدير بالذكر أن المئات قد قتلوا، كما فر عشرات الآلاف بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع" في 15 أبريل، مما أدى إلى تعطيل المرافق والخدمات العامة ووقف الاستعدادات للانتخابات التي من شأنها إنهاء الحكومة الانتقالية الحالية.

سكاي نيوز