يعبر العديد من الأشخاص عن حزنهم الشديد بمصطلح "كسر القلب"، ولا يعلم الكثيرين أن الأمر ليس تعبير مجازي فقط بل حقيقة علمية.
وقد توصلت دراسة أجريت في وقت سابق بأمريكا، ونشرتها مجلة القلب الأوروبية، إلى أن شعور الإنسان بالوحدة قد يزيد خطر إصابته بأمراض القلب، وقد يؤدي إلى الإصابة بضيق الأوعية الدموية التي تغذي القلب وقد تتفاقم الحالة لتصل إلى انسداد الأوعية تماما، وهذا ما يؤكد وجود علاقة وثيقة بين الحالة النفسية وأمراض القلب.
المتزوجون أقل عرضه للإصابة بالنوبات القلبية
وفي هذا الإطار، كشف الدكتور جمال شعبان، خبير أمراض القلب وعميد معهد القلب السابق في مصر، أن تلك الدراسة تشير إلى أن المتزوجين أقل عرضه للإصابة بالنوبات القلبية مقارنة بغيرهم، وعندما تحدث الإصابة يكونون أقل عرضة لمضاعفات تلك الأزمات مقارنة بالعزاب.
أهمية شريك الحياة لصحة القلب
وأشار "شعبان"، إلى إن شريك العمر هو التفسير، لأنه عند تمر بأزمة نفسية ومشكلة في الحياة تجد من يخفف عنك أثرها، مبينًا أن الأسباب التي تجعل وجود شريك في الحياة عاملا مهما لصحة القلب:
وقد تنتج العديد من النوبات القلبية عن الغضب أو القلق أو مشاكل الحياة، ويكون الضغط أقل عند تقسيمه على اثنين بدلاً من واحد، لذا فأن وجود شريك حياتك يمكن أن يكون وسيلة للإسعاف أو الإنقاذ المبكر، فقد يلاحظ عليك عرضا ما فيسرع لطلب الإسعاف.
واستطرد "خبير أمراض القلب"، إن الشريك يلعب دورًا مهمًا في تنبيهك إلى الأعراض الصحية مثل التغييرات في أسلوب الأكل، أو الشكل، أو طريقة التنفس، أو اللون، أو انخفاض الوزن، وهي أعراض قد تشير وجود مشكلة في القلب وعند التحرك وطلب المساعدة الصحية في وقت مبكر يمكن إنقاذ الحالة قبل تفاقم الأزمة القلبية.
وأوصي "خبير القلب"، بالبقاء في إطار اجتماعي أفضل من العزلة والوحدة طالما هناك إمكانية للتعايش، حيث أن الوحدة تكون ضارة على القلب أكثر من الشريك حتى ولو كانت هناك صعوبة في التفاهم معه، وبالطبع لو كان الزواج سعيدا فهذا أفضل بكثير.
هل يؤثر الحزن على القلب؟
وفيما يخص بدور الحزن المؤثر على حالة القلب الصحية، أكد "الخبير"، إن الحزن يكسر القلب بشكل فعلي وهي حقيقة علمية وليس استعارة مكنية أو تعبير بلاغي، حيث يتسبب في حدوث انبعاث عاصفة من هرمونات الحزن والغضب، ما ينتج عنه لإفراز الأدرينالين والنورأدرينالين، ويؤدي إلى حدوث تقلص شديد في الشريان التاجي يترتب عليه حدوث سكتة قلبية.
واستطرد "الخبير"، أن الحزن يؤدي إلى الإصابة بشلل في جزء من عضلة القلب وتمدد في باقي العضلات، ويعاني الشخص من أعراض تشبه الذبحة الصدرية، ويتم تشخيص الحالة على أنها جلطة في الشريان التاجي، لكن من رحمة الله أن هذه الحالات يمكن شفاؤها، عن طريق عمل القسطرة، حيث يستجيب الشريان ويفتح دون الحاجة لدعامات والعضلة قد تتعافى بالعلاج الدوائي.