البوابة 24

البوابة 24

تكتل دولي بالأمم المتحدة يختلف في موقفه عن الغرب بشأن الأوضاع بـ غزة.. تفاصيل

الأوضاع في غزة
الأوضاع في غزة

مع استمرار العمليات العسكرية بين إسرائيل من جهة والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة من جهة أخرى؛ لقد بدأت الأمم المتحدة والكثير من دول العالم في اتخاذ موقف مختلف عن موقف أمريكا والدول الأوروبية، التي تميل إلى التركيز فقط على إدانة "حماس" و"الجهاد الإسلامي".

وقد ظهر هذا الاختلاف بموقف أمريكا وأوروبا في تحذير "فولكر تورك"، المفوض السامي للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، من أن "الحصار الشامل" الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة "غير قانوني بموجب القانون الدولي"، كما يعكس تصريحات مماثلة أدلى بها الأمين العام للمنظمة الدولية "أنطونيو غوتيريش"، الذي أعرب عن "حزنه العميق" بسبب الحصار، كان الوضع الإنساني في غزة "قبل هذه الأعمال العسكرية مأساويا للغاية، والآن سيتدهور بشكل كبير"

كما أفاد "غوتيريش"، "أعمال العنف الأخيرة لا تأتي من فراغ، بل نشأت من نزاع طويل الأمد، مع احتلال دام 56 عاماً للأراضي الفلسطينية".

"خريطة المواقف"

1.JPG
 

وكان التمايز واضحاً بشكل كبير في الجلسة المغلقة لمجلس الأمن؛ حيث سعت أمريكا، مع كل من فرنسا وبريطانيا وألبانيا ومالطا واليابان - وحتى سويسرا - إلى التركيز على إصدار "الإدانة القوية" لما فعلته "حماس" حين هاجمت المواقع العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب التسلل إلى المستوطنات المحيطة بغزة، في هجوم غير مسبوق أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين.

علاوة على ذلك، فإن هذه الدول من خلال احتجاز عشرات الرهائن، بينهم مدنيون وأسرى حرب، لم تسعى إلى المطالبة بوقف الأعمال العدائية، واعتبر الدبلوماسي العربي ذلك "محاولة لإعطاء إسرائيل الفرصة لتأديب (حماس)".

وأعرب الجميع عن إدانتهم لأعمال العنف، مطالبين "بتجنب المزيد من التصعيد" و"عدم توسيع نطاق الصراع"، كما ورد في البيان الأمريكي الفرنسي الألماني البريطاني المشترك، وضرورة السعي إلى "حل سياسي".

وبحسب الاتهامات التي وجهها مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، فإن المنطق الإسرائيلي "كان يركز بشكل أساسي على إيران" باعتبارها الداعم الإقليمي لحماس والجهاد الإسلامي، في حين أعطى المراقب الفلسطيني رياض منصور الأولوية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، فضلا عن فتح آفاق حل الدولتين.

"فرصة" لروسيا

2.jpg
 

كما تحدث دبلوماسي غربي رفيع، رفض ذكر اسمه، أن روسيا "وجدت فرصة" للرد على المواقف الأميركية والأوروبية بشأن الحرب في أوكرانيا، لافتًا إلى أن المندوب الروسي "فاسيلي نيبينزيا"، تبني ورقة المطالب الفلسطينية والعربية والتي تتركز على "المطالبة بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وخلق أفق سياسي" للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ولم يصل المندوب الروسي إلى حد تسمية "حماس" باعتبارها الطرف الوحيد المسؤول عن "الفظائع" المرتكبة ضد الإسرائيليين، بل طالب بـ"إدانة جميع أعمال العنف ضد المدنيين"، الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، والابتعاد عن إجراءات الإدانة شبه التوافقية للفصيل الفلسطيني على "الأراضي الإسرائيلية"، منذ السبت الماضي.

أفريقيا وأميركا الجنوبية

وأظهرت قراءة دبلوماسي غربي لـ"خريطة الموقف" في مجلس الأمن اختلافا مع دول أخرى، مثل الصين التي عبرت عن "قلقها العميق" إزاء التطور السريع للأحداث، ودعت أيضا إلى "إدانة كافة أعمال العنف مع التركيز على أهمية وقف إطلاق النار وعملية التفاوض التي تؤدي إلى حل الدولتين".

وكانت الدول الإفريقية الثلاث في مجلس الأمن، وهي الغابون وغانا وموزمبيق، أكثر اتفاقا مع مواقف الصين والإمارات العربية المتحدة والبرازيل، التي أرادت جميعا تحقيق هدف "حماية المدنيين" من الجانبين، مع العلم وأنهم لا يمانعون في اتخاذ موقف يدين هجمات حماس الأخيرة، أما الإكوادور فكان الأمر مختلفاً أيضاً، رغم أنها أبدت تفهماً أكبر للمواقف الأميركية والأوروبية.

أسرى ورهائن

كما أشار مصدر دبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة، إلى أنه "لا تزال هناك تساؤلات" بشأن طريقة التعامل مع الإسرائيليين الذين وقعوا في أيدي مقاتلي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وكيفية التعامل مع هذه القضية الحساسة في ضوء المنطق الذي يتطلب التمييز بين العسكريين الإسرائيليين الذين "تنطبق عليهم اتفاقية جنيف لأسرى الحرب"، مثل التجربة التي حصلت قبل سنوات عديدة فيما يتعلق بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته "حماس" وتمت مبادلته بعد سنوات بالمئات من الأسرى الفلسطينيين.

ومن بين الرهائن المدنيين الذين تتم معاملتهم بشكل مختلف، في ظل الوساطة لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، علاوة على المطالبة بضمان إعادة الكهرباء والغاز والمياه للفلسطينيين في قطاع غزة.

الشرق الأوسط