رغم العنف "الكارثي".. "The Nation": إسرائيل تخسر حربها ضد حماس

حماس.jpg
حماس.jpg

توصل الكاتبان توني كارسون ودانييل ليفي في مقالهما إلى استنتاج أن إسرائيل تعاني من صعوبات في المعركة التي تخوضها ضد حماس في قطاع غزة، حيث يرون أن حماس، على الرغم من قلة عدد أفرادها وتجهيزاتها، أصبحت تشكل تحديًا لتل أبيب.

حماس أصبحت تحدي بوجه إسرائيل وأمريكا 

images (26).jpeg
 

ولفت "كارسون" و"ليفي"، في مقال نشره موقع "The Nation" إلى أن مجرد التفكير في هذا الأمر يبدو "ضربا من ضروب اللامعقول"، ولاسيما أن عددا من المسلحين غير النظاميين، والذين لا يتخطى إجمالي عددهم عشرات الآلاف، والمحاصرين الذين لا يملكون سوى القليل من القدرة على الوصول إلى الأسلحة المتقدمة، باتوا بمثابة الند لواحد من أقوى الجيوش في العالم، وتدعمه وتسلحه أمريكا.

وعلى الرغم من جميع تلك الصفات التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي، فإن المثير من المحللين الاستراتيجيين في المؤسسة العسكرية يحذرون من أن تل أبيب قد تخسر هذه الحرب ضد الفلسطينيين بالرغم من العنف الكارثي الذي أطلقته منذ هجوم "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر الماضي.

تحقيق أهداف حماس

كما أشار "مقال الكاتبين"، إلى أنه عن طريق استثارة الهجوم الإسرائيلي، ربما قد تكون "حماس" في طور تحقيق الكثير من أهدافها السياسية.

ووفقاً لما ذكره "المقال"، أن كلا من تل أبيب وحماس، على ما يبدو، تعيدان ضبط شروط تنافسهما السياسي ليس على الوضع الدائر الذي كان قائما قبل تاريخ السابع من أكتوبر، ولكن على الوضع الذي كان قائما في عام 1948. وغير واضح ما سيأتي بعد ذلك، ولكن لن تكون هناك عودة إلى الوضع السابق. وفقاً للمقال.

والجدير بالإشارة أن الهجوم المفاجئ أسفر عن تحييد المنشآت العسكرية الإسرائيلية، وكسر بوابات أكبر سجن مفتوح في العالم، وتسبب في هياج مروع قتل فيه نحو 1200 إسرائيلي، 845 منهم على الأقل من المدنيين.

وأردف "المقال" الذي نشره موقع The Nation: "إن السهولة الصادمة التي اخترقت بها حماس الخطوط الإسرائيلية حول قطاع غزة ذكّرت الكثيرين بهجوم تيت (في فيتنام) عام 1968".

تشبيه بما حدث في فيتنام

وتابع "مقال الكاتبين": "ليس بصورة حرفية، فهناك اختلافات شاسعة بين حرب التدخل الأمريكية في أرض بعيدة والحرب الإسرائيلية للدفاع عن احتلالها في الداخل، والتي يشنّها جيش من المواطنين مدفوعا بالإحساس بالخطر الوجودي. وبدلا من ذلك، فإن فائدة هذا القياس تكمن في المنطق السياسي الذي يشكل هجوم المتمردين".

واستطرد "المقال": "خلال عام 1968، خسر الثوار الفيتناميون المعركة وقدموا التضحيات بالكثير من البنية التحتية السياسية والعسكرية السريّة التي بنوها بتأنٍّ على مدار سنوات. ومع ذلك، كان هجوم تيت يعد لحظة أساسية وفارقة في هزيمتهم لأمريكا – حتى وإن كان ذلك عبر تكلفة باهظة في أرواح الفيتناميين".

وتذكر الكاتبين رثاء الراحل "هنري كيسنجر" عام 1969: "لقد خضنا حربا عسكرية، خصومنا خاضوا معركة سياسية. سعينا للاستنزاف الجسدي. كان خصومنا يهدفون إلى إنهاكنا نفسياً. وفي هذه العملية فقدنا رؤية أحد المبادئ الأساسية لحرب العصابات: إن حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر. والجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر".

إسرائيل معرضة لخطر الخسارة

thumb.jpeg
 

ولذلك جعل "جون ألترمان"، في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" ذي الصبغة اليمينية في واشنطن العاصمة، يرى أن "تل أبيب معرضة لخطر كبير بالخسارة أمام حماس".

ولفت "ألترمان"، إلى أن حماس ترغب في "استخدام قوة إسرائيل الأكبر بكثير لهزيمة إسرائيل. إن قوة إسرائيل تسمح لها بقتل المدنيين الفلسطينيين، وانهيار البنية التحتية الفلسطينية، وتحدي الدعوات العالمية لضبط النفس. كل هذه الأمور تساعد على تحقيق أهداف حماس الحربية".

وبحسب ما ذكره "مقال الكاتبين"، فأن إدارة بايدن والقادة الغربيين تجاهلوا تلك التحذيرات، الذين تعود جذور احتضانهم غير المشروط لحرب إسرائيل الحالية إلى الوهم القائل بأن إسرائيل كانت مجرد دولة غربية أخرى تمارس أعمالها بسلام قبل أن تتعرض لهجوم غير مبرر في 7 أكتوبر - إنه خيال مريح.. لأولئك الذين يفضلون تجنب الاعتراف بالواقع الذي شاركوا في خلقه".

الإخفاقات الاستخباراتية

وإلى ذلك، شدد "المقال"، على أن "الإخفاقات الاستخباراتية" المتمثلة في فشل إسرائيل بتوقع السابع من أكتوبر، هي بمثابة فشل سياسي أيضا في فهم عواقب أسلوب "القمع العنيف" الذي وصفته منظمات حقوق الإنسان الدولية والإسرائيلية الرائدة بالفصل العنصري.

وفي السياق ذاته، نوه "المقال"، بإن حماس، في كسر الوضع الراهن الذي كان يجده الفلسطينيون أمرا غير محتمل، أعادت السياسة إلى جدول الأعمال بينما تتمتع إسرائيل بقوة عسكرية كبيرة، ولكنها ضعيفة سياسيا.

ويشار إلى أن هناك قسم كبير من المؤسسة الأمريكية التي تدعم الحرب الإسرائيلية يقول إن العنف النابع من مجتمع مضطهد يمكن القضاء عليه عبر استخدام القوة العسكرية الساحقة ضد هذا المجتمع.

حديث وزير الدفاع الأمريكي 

ومن جهته، أبدى "لويد أوستن"، وزير الدفاع الأمريكي، شكوكه بشأن هذه الفرضية، محذرا من أن الهجمات الإسرائيلية التي تقتل الآلاف من المدنيين تخاطر بدفعهم "إلى أحضان العدو (واستبدال) النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".

ولفت، إلى أن الساسة ووسائل الإعلام الغربية يفضلوان أن يتخيلوا أن حماس عبارة عن إطار عدمي مثل "داعش" يحتجز المجتمع الفلسطيني كرهينة، بينما حماس، في الواقع، حركة سياسية متعددة الأوجه متجذرة في نسيج المجتمع الفلسطيني وتطلعاته الوطنية.

حيث "حماس" تجسد اعتقادا أكدته عقود من الخبرة الفلسطينية بأن المقاومة المسلحة تعتبر عنصرا مركزيا في مشروع التحرير الفلسطيني بسبب فشل "عملية أوسلو" والعداء المستعصي من جانب خصمها.

والجدير بالذكر أن شعبية حماس تزداد مع استمرار تل أبيب وحلفائها في إحباط عملية السلام وغيرها من الاستراتيجيات اللاعنفية لتحقيق التحرير الفلسطيني.

روسيا اليوم