بقلم: سعدات عمر*
لقد انتقل فعلياً مركز الأزمة الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة إلى الشرق الأوسط وأصبحت فلسطين هي مركز الأزمة الدولية وقد لعبت الوحدة الوطنية الفلسطينية منذ ستينيات القرن الماضي دوراً يفوق دورها المحدود في تحرير فلسطين وأن الصراع على فلسطين قد شكل نقطة تحول في الصراع العالمي بين الإستعمار والتحرير في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وأن كل التناقضات بقيت بدون حل في كثير من المناطق الساخنة على الساحة الدولية وخصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وظهور أمريكا كقطباً أوحد في العالم دون منازع وما زال العرض والضرورة متشابكين وظهر جلياً في سياسات الكثير من الدول إن إمكانية تحول إسرائيل إلى دولة كبرى عالمياً يتنافى مع تنفيس الأزمة العالمية من خلال صعود روسيا الاتحادية والصين وتأثيرهما الواضح في السياسة الدولية وثبت ذلك من خلال الأزمة السورية والأزمة الإيرانية والأزمة الفنزويلية والحرب الأوكرانية وأن الطريق المسدود لحل الكثير من المشاكل الدولية سوف يستمر حتماً في المجالين العسكري والسياسي وسوف يزيد التناقضات في كل المجالات الأخرى بين القضية الفلسطينية واسرائيل وبين إسرائيل والعديد من الدول العربية وبين الجماهير العربية والأنظمة العربية وبين أمريكا وأمريكا وبين أمريكا وروسيا والصين وفي وسط هذا الجو المعقَّد من الأزمة غير المنفرجة والمتسعة سينمو الوعي" حتمية تاريخية " بسرعة هائلة في العالم اعتماداً على الإتجاه الذي تسير فيه الأزمة من تحويل نفسها إلى ثورة عالمية عندئذ سيخلق هذا التحول أكثر من أي عامل آخر ثورات شعبية في الشرق الأوسط مع قادم الأيام وسيأتي يوم على إسرائيل تستطيع نكران ذاتها وتجاوز طبيعتها العدوانية الراسخة والمتأصلة وترتد على نفسها وتتنكر للعقيدة التي كانت من صلب مقومات وجودها.
*كاتب سياسي فلسطيني