بقلم عيسى ابو مياله
شارع الشهداء يعتبر الشريان الرئيسي لمدينة الخليل ومحافظتها يوصل شمالها بجنوبها , فيه كراج الباصات المركزي وسوق الخضار المركزي ( الحسبه ) والسوق التجاري المركزي للمحافظه , ويوصل الى الحرم الابراهيمي الشريف والمناطق الأثريه كبركة السلطان وتكية سيدنا ابر اهيم والمناطق التاريخيه والدينيه , يربط مابين حارات وأزقة الخليل الأصليه التاريخيه التي عاش بها الأباء والاجداد ونحن كذلك , هي الخليل ولا خليل بدونها ,,, فالاحتلال كعادنه يستهدف التاريخ الفلسطيني والثقافه الفلسطينيه والمقدسات الفلسطينيه فوضعها ضمن سياسته التهويديه لطرد السكان منها واغلاقها واحتلالها مع سبق الاصرار والترصد ,, ليسيطر عليها ويستبدل عروبتها بقطعان مستوطنين ,, فكان ما كان فجر 25 شباط 1994 الموافق 15 رمضان وأثناء تأدية المصلين صلاة الفجر في الحرم الابراهيمي الشريف دخل عليهم وأثناء سجودهم مستوطن حاقد يحمل شهادة الطب ويسكن مغتصبة كريات أربع يدعى باروخ غولد شتاين مدججا بالسلاح وتحت حماية جيش الاحتلال وفتح النار على المصلين وهم بين يدي الله ليقتل منهم 29 مصليا صعدت أرواحهم شهداء وجرح العشرات وامتدت المواجهه للمستشفيات والمقابر ولسائر انحاء الخليل ليزداد عدد الشهداء ومئات الجرحى ,حيث قتل المجرم داخل الحرم من قبل المصلين وكانت أشنع مجزره ترتكب عبر التاريخ في شهر رمضان الفضيل ,, فما كان الا أن تدفع الضحيه الثمن وتعاقب ويسيطر الاحتلال على الحرم ويقسمه ويضع قوانينه العنصريه عليه وبغلق شارع الشهداء ويضع البوابات الحديديه والمكعبات الاسمنتيه على مداخله ويحتل أهم المعالم منها مدرسة اسامه ابن المنقذ ويقيم عليها بناء اضافي ويحولها الى كنيس يهودي ويحتل سوق الخضار ويرفع فيه البنيان وكذلك الحال كراج الباصات ويحول المنطقه من قلب الخليل النابض الى مدينة أشباح ممنوعه على اهلها ومسموحه فقط لقطعان المستوطنين وها هي ساعة الزمن تسير منذ 30 عاما ولازال الاحتلال مستمر في سياسته لتهويد المدينه الأصليه والأصيله .