زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قصف تل أبيب مساء الأحد 26 مايو 2024، مخيم النازحين في رفح جنوب قطاع غزة أنه “خطأ مأساوي”، مؤكداً أنه “غير مستعد لإنهاء الحرب في قطاع غزة حتى تحقيق النصر.
وفي خطاب بالكنيست اليوم الاثنين، ادعى نتنياهو أن يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة "يطالب إسرائيل بشروط استسلامية تشكل خطرا على وجودها".
ونفى نتنياهو أن يكون النهج الذي يتبعه هو العائق الأساسي الذي يحول دون التوصل إلى صفقة تضمن الإفراج عن أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، وزعم أنه "منذ نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي وحتى الآن تلقيت 5 طلبات من فريق التفاوض لإبداء مزيد من المرونة في الشروط (الإسرائيلية) وصادقت على كافة المقترحات".
كما شن نتنياهو هجوما حادا على المسؤول عن ملف الأسرى والرهائن الإسرائيليين من قبل الجيش، الجنرال في الاحتياط نيتسان ألون، وذلك دون أن يسميه، وقال: "أولئك الذين يأسوا مدعوون لرفع راية سوداء، أو راية استسلام بيضاء"، علما بأن ألون كان قد عبّر في جلسات مغلقة تسرب مضمونها لوسائل الإعلام، عن استيائه من إدارة نتنياهو لملف الأسرى.
وكان استخدام نتنياهو لمصطلح راية سوداء لافتا، إذ حاول من خلاله وصم منتقدي إدارته للحرب على غزة ومفاوضات تبادل الأسرى بهوية سياسية معينة، إذ أن حركة "الرايات السوداء" هي حركة احتجاجية مناهضة له وتتهمه بـ"تقويض الديمقراطية في إسرائيل"، علما بأن معظم الانتقادات الموجهة ضده بشأن الحرب تصدر عن المستوى المهني.
وأضاف أن "الإحاطات المتكررة بأننا العقبة أمام التوصل إلى الصفقة هي مخادعة وكاذبة، لا تؤذي عائلات الرهائن فحسب، بل تؤدي إلى شيء أسوأ، تجعل من عملية تحريرهم بعيدة المنال"، وتابع "بدلا من توجيه اللوم للسنوار، فإنه يتم توجيهه نحو إسرائيل. السنوار سعيد لأن هناك من يقوم بالعمل من أجله، ويرى أن إسرائيل تقدم المزيد والمزيد من التنازلات".
جاء ذلك في ظل حضور عائلات أسرى محتجزين في قطاع غزة لجلسة الكنيست، حيث رفعت لافتات عليها صور ذويها وطالبت نتنياهو بـ"النظر في أعينهم"؛ كما قاطع زعيم المعارضة، يائير لبيد، خطاب نتنياهو في أكثر من مناسبة وطالبته بـ"تحمل المسؤولية" والاستقالة من منصبه، كما دعاه بـ"التوقف عن ترديد الشعارات" العمل على إعادة الأسرى بـ"أي ثمن".
وكرر نتنياهو موقفه بشأن "النصر المطلق" في الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال: "أسمع هنا (في الكنيست) في الاستوديوهات أنهم يكررون باستمرار استحالة النصر. أيها المواطنون الإسرائيليون، إذا كنت تريد النصر والقوة، فاستمعوا إلى المحاربين. لن أرفع راية الاستسلام البيضاء، سأواصل القتال حتى النصر".
وتابع "يجب ممارسة الضغط على حماس، ونحن نفعل ذلك. أنا لست مستعدا للاستسلام لأعدئنا. هذا يمنح إيران ومحور الشر نصرًا هائلًا. أنا أقف في وجه الضغوط من الداخل والخارج، ليس هناك بديل عن النصر المطلق. في كل جيل، يستنهضون أنفسهم لقتلنا (في اقتباس من التوراة)، لقد تغلبنا عليهم، وهذا ما سيحدث نفس الشيء هذه المرة".
وعن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في رفح عبر استهداف مأوى للنازحين ما أسفر عن استشهاد 45 مدنيا، قال نتنياهو: "الليلة الماضية كان هناك خلل في رفح، وسوف نقوم بالتحقيق فيه. بالنسبة لنا، أي شيء يحل بغير المتورطين هو مأساة، وبالنسبة لحماس فهو إستراتيجية؛ وقال إنه هناك طلبات متكررة لإسرائيل بـ"تقديم تنازلات".
وأضاف "لبيد وأصدقاؤه يقولون لي أن أتخذ قرارات. أنا أتخذ القرارات، ولكن ليس القرارات التي يريدونها".