بقلم سامي حرارة
مع دخول إتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ اختلطت مشاعر الناس في غزة بين التفاؤل بتوقيع إتفاق مماثل يوقف حرب الإبادة في غزة وبين الشعور بالتيييه والخذلان والنسيان والوجع والقهر والفقر والجوع والعطش والبرد.
أسئلة مطروحة بقوة تجول في عقول الغزيين.
- هل ترك حزب الله ساحة غزة وتخلى عن قراره "لا وقف للنار في الجنوب إلا بوقفه في غزة"؟
-هل أدى ذراع المقاومة في لبنان ما عليه من واجبات والتزامات أخلاقية فرضها على نفسه وبإرادته؟
- هل تعرض الحزب لضربات قوية طالت كل أركانه؟
- هل دفع لبنان بكل مكوناته ثمن الوقوف مع غزة؟
الإجابة على كل هذه التساؤلات هي نعم.
نعم إتفاق وقف إطلاق النار في لبنان لا يشمل جبهة غزة وهذا بعد عام من القتال الشرس في الجنوب طبيعي جداً للحفاظ على ما تبقى من قوة وموارد للحزب وللشعب، ومن غير المعقول أن يفنى لبنان ومقاومته "غزة نموذجاً"دون تحقيق هدف بعيد المنال وصعب لأسباب عديدة.
نعم لقد أدت المقاومة في لبنان ما ألزمت نفسها به تجاه غزة بكل شرف وإرادة حرة.
نعم تعرض الحزب لضربات موجعة جداً في كل أركانه سواء عسكرياً أو سياسياً وقدم تقريباً كل صفة القيادي الأول وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله شهيداً فداءً لغزة.
نعم دفع اللبنانيون جميعاً وخاصة أهل الجنوب والضاحية ثمن كبير بدخولهم مساندين لغزة بقرار جريئ وشجاع.
قرارات الحرب ليست سهلة خاصةً إذا كنت تحارب إسراائئييل ومن ورائها أكبر قوة عسكرية في الكون الولايات المتحدة.
علينا أن ندرك أن الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي الطائفي والتركيبة الفسيفسائية اللبنانية تختلف تماماً عما هو الوضع في غزة، لبنان دولة ولها مؤسساتها وعلى رأسها المؤسسة العسكرية المتمثلة في الجيش ولها حكومة تمثل شعبها ناهيك عن مصالح دول عربية مثل السعودية "راعية إتفاق الطائف" وأجنبية مثل فرنسا وغيرها من القوى المؤثرة في المنطقة إيران على وجه الخصوص وهذا ما دفع اللبنانيون حزباً وحكومة وجيش لتوحيد الموقف والتفاوض مع الوسطاء للتوصل إلى حل يحقن الدماء ويحافظ على الدولة والمقدرات وما دون ذلك يعالج داخلياً، أما نحن في غزة فلا نملك من هذا شيء لساعدنا على توحيد موقفنا على الأقل أمام العالم.
نتمنى الخير والنصر والهدوء والأمن للبنان ولجميع من يحب فلسطين.