يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المواطنين في قطاع غزة، حيث يمنع طواقم الدفاع المدني وفرق الإغاثة الطبية من الوصول إلى جثامين الشهداء المنتشرة في الشوارع والطرقات، ما يتركها عرضة للتلف ولنهش الكلاب الضالة، في مشهد يفتقر إلى أبسط معايير الإنسانية والكرامة.
منع انتشال الجثث بزعم "مناطق خطرة"
أكد الدفاع المدني في غزة أن جيش الاحتلال يتعمد منع الطواقم الإنسانية من الوصول إلى الجثث في المناطق التي يتوغل فيها، بحجة أنها مناطق قتال خطرة. وتتعرض الطواقم الطبية والدفاع المدني لإطلاق النار المباشر كلما حاولت الاقتراب من تلك المناطق، ما حال دون إجلاء الشهداء أو توفير الرعاية للمصابين الذين قد يلقون حتفهم بسبب هذا الحصار.
انتهاكات إنسانية وجرائم حرب
أوضح الدفاع المدني أن هذه الممارسات تتنافى مع القوانين الدولية والشرائع السماوية، حيث تسببت سياسة الاحتلال في تعرض الجثث للنهش من قبل الكلاب الضالة، خاصة في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي مثل حي الزيتون، الشجاعية، تل الهوا، وجباليا. في بعض الحالات، عُثر على الجثث وقد تحللت بالكامل أو أصبحت هياكل عظمية.
القوانين الدولية تجرّم هذه الممارسات
أكدت اتفاقيات جنيف، خاصة المادة (17) من اتفاقية جنيف الأولى لعام 1949 والمادة (32) من البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، على حماية القتلى وكرامتهم، وضرورة تمكين ذويهم من معرفة مصيرهم ودفنهم بكرامة. كما أن نظام روما الأساسي يعتبر الاعتداء على كرامة الموتى جريمة حرب.
مطالب بتحرك دولي عاجل
دعا الدفاع المدني الدول الأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة إلى التحرك الفوري لإلزام الاحتلال باحترام التزاماته القانونية. كما طالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بالضغط على إسرائيل لتطبيق البروتوكولات المعيارية لإدارة الجثث وضمان كرامة الموتى.
وشدد على ضرورة منح طواقم الدفاع المدني وفرق الإغاثة الطبية حرية التحرك الفوري في مناطق النزاع، للتعامل مع جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة، والتي تعرّض بعضها للتلف نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر.