في تصريح أثار جدلًا واسعًا، أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن نيته إعادة فرض السيطرة الأمريكية على قناة بنما إذا لم يتم تعديل الرسوم المفروضة على استخدام القناة.
واعتبر ترامب هذه الرسوم "مبالغًا فيها" و"غير عادلة" تجاه الاقتصاد الأمريكي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تتعرض للاستغلال، كما عب، عن قلقه بشأن النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة، محذرًا من احتمالية وقوع القناة في "أيد غير موثوقة".
واجهت تصريحات ترامب رفضًا قاطعًا من المسؤولين البنميين، حيث شدد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو على سيادة بلاده الكاملة على القناة، وأكد أن القناة ستظل ممرًا آمنًا ومفتوحًا أمام حركة التجارة العالمية، متماشيًا مع بنود معاهدة الحياد الدولية.
أهمية قناة بنما
تعد قناة بنما أحد أعظم الإنجازات الهندسية في العالم، إذ تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، مما يقلل من المسافة الزمنية والتكاليف للسفن التي كانت تضطر للإبحار حول أمريكا الجنوبية.
يبلغ طول القناة حوالي 82 كيلومترًا، ويصل عرضها إلى ما بين 150 و300 متر، بينما يبلغ متوسط عمقها 13 مترًا في منطقة جايارد.
وبدأت فكرة إنشاء القناة في عام 1881 على يد شركة فرنسية، لكن المشروع توقف عام 1889 بسبب مشكلات مالية وإدارية، ولاحقًا، تم توقيع معاهدة بين بنما والولايات المتحدة عام 1903، منحت الأخيرة حقوق البناء والتشغيل.
بدأ العمل فعليًا عام 1904 تحت إشراف المهندس جورج واشنطن جوثالز، رغم التحديات الصحية والطبيعية، وأنجز المشروع في 15 أغسطس 1914، ليساهم في تسهيل حركة التجارة الدولية بشكل كبير.
النزاعات والسيطرة
مع تصاعد النزاعات حول ملكية القناة، أُبرمت معاهدة الحياد عام 1977 خلال فترة رئاسة جيمي كارتر، التي نصت على انتقال السيطرة على القناة إلى بنما بحلول عام 2000، مع احتفاظ واشنطن بحق الدفاع عنها، وفي عام 1999، تسلمت بنما السيطرة الكاملة.
وتمر حوالي 14 ألف سفينة عبر القناة سنويًا، بما في ذلك سفن الحاويات والبضائع والغاز الطبيعي، إلى جانب السفن العسكرية، ويستخدم نظام قاطرات كهربائية لسحب معظم السفن الكبيرة أثناء عبورها، نظرًا لعدم قدرتها على الإبحار بقوتها الذاتية داخل القناة.
ويستغرق عبور القناة نحو 25 ساعة، متضمنة وقت الانتظار، كما تتيح الأقفال المزدوجة مرور السفن في اتجاهين متعاكسين في الوقت نفسه، مما يعزز من كفاءتها وقدرتها على استيعاب حركة التجارة العالمية.
اقرأ أيضًا:
