مع اقتراب تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في نهاية الشهر الجاري، أصدرت إيران تحذيرات شديدة اللهجة للإدارة الأمريكية الجديدة، مشددة على ضرورة تجنب الوقوع في أخطاء استراتيجية قد تؤدي إلى تصعيد ميداني.
وكان التحذير قد جاء على لسان حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الذي قال: "احذروا، لا ترتكبوا أخطاء استراتيجية أو تقوموا بحسابات خاطئة"، دون أن يذكر ترامب بشكل صريح.
وقد حملت هذه التصريحات إشارات إلى أن إيران لا تزال تحتفظ بقدرات عسكرية متقدمة، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها.
رسائل مبطنة
وفي تصريحاته، أضاف سلامي أن "العدو" قد يظن أن إيران قد ضعفت بسبب التحديات الداخلية والإقليمية، لكنه أكد أن إيران تظل جاهزة للقيام بما أسماه "المعارك الكبرى والطويلة ضد العدو وحلفائه في المنطقة".
اقرأ أيضًا:
- شاهد: إيران تكشف صورًا نادرة لقاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل
- جنرال إيراني يعلن هزيمة إيران في سوريا وسر توتر العلاقات مع الأسد قبل سقوطه
وأوضح أن الحرس الثوري الإيراني قد عزز قدراته العسكرية بما يضمن لها الاستمرار في التصدي لأي تهديدات قد تواجهها في المستقبل، وتناقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" هذه التصريحات، التي استهدفت بشكل غير مباشر السياسة الأمريكية الجديدة تجاه إيران.
الوضع في إيران
ورغم هذه التصريحات المطمئنة التي تعكس قوة إيران العسكرية، يرى الخبراء أن الوضع الإيراني ليس بالمثالي، حيث تعاني إيران من ضعف استراتيجي نتيجة للعديد من المتغيرات السياسية والاقتصادية في المنطقة.
من جهة، يشير الخبراء إلى تراجع النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا بعد التغيرات التي شهدتها هاتان الدولتان، الأمر الذي يضعف من قدرة إيران على فرض سيطرتها الإقليمية، ومن جهة أخرى، تواجه إيران مشاكل اقتصادية حادة نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، بالإضافة إلى معاناة كبيرة في مجالات أخرى مثل أزمة الطاقة والتلوث البيئي.
خلال الأسابيع الماضية، تسببت أزمة الطاقة في إيران في شلل جزئي في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم والخدمات العامة، حيث اضطرت الحكومة الإيرانية إلى إغلاق المدارس والجامعات والبنوك والمؤسسات الحكومية لفترات طويلة بسبب تدهور نوعية الهواء بسبب التلوث، هذا إلى جانب الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد والتي أثرت على حياة المواطنين.
مخاوف إيرانية
ومع دخول ترامب إلى البيت الأبيض، يخشى العديد من المحللين من أن الأوضاع قد تصبح أكثر تعقيدًا بالنسبة لإيران، حيث أشار بعض الخبراء إلى أن التصعيد العسكري ضد إيران قد يصبح أمرًا واردًا، خاصة في ظل التوترات الحالية في المنطقة، بما في ذلك تهديدات من إسرائيل بهجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية.
وتزداد المخاوف من أن الإدارة الجديدة في واشنطن قد تكون أكثر ميلاً إلى المواجهة العسكرية في حال عدم التوصل إلى حلول دبلوماسية بشأن الملف النووي الإيراني.
وفي محاولة لتجنب إحداث حالة من الذعر بين المواطنين الإيرانيين، استمرت الحكومة الإيرانية في التأكيد على تعزيز قدراتها العسكرية من خلال تطوير لوجستياتها العسكرية ورفع جاهزيتها لمواجهة أي تحديات قد تنشأ.
وتسعى إيران من خلال هذه التصريحات إلى المحافظة على صورتها كقوة إقليمية قادرة على حماية مصالحها وأمنها في المنطقة، رغم الضغوط الداخلية والخارجية.