أعربت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الخميس، عن رفضها القاطع لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المتعلق بقطاع غزة، مؤكدةً دعمها الثابت للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وشددت بكين على معارضتها المطلقة لأي استهداف لسكان غزة، معتبرة أن القطاع ملك للفلسطينيين، وليس ورقة مساومة سياسية أو ساحةً لفرض سياسات القوة.
اقرأ أيضًا:
وكانت الخارجية الصينية قد أدانت، يوم الأربعاء، تصريحات ترامب بشأن السيطرة على غزة، موضحةً أن التهجير القسري لسكان القطاع يتعارض مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي.
وأكد المتحدث باسم الوزارة، لين جيان، خلال مؤتمر صحفي، أن الموقف الصيني واضح وثابت، وهو أن غزة يجب أن تخضع لحكم الفلسطينيين أنفسهم بعد انتهاء الحرب، وأضاف أن النقل القسري للسكان الفلسطينيين أمر غير مقبول ويتناقض مع القوانين الدولية والعدالة الإنسانية.
خطة ترامب
وفي مؤتمر صحفي عقد مساء الثلاثاء في البيت الأبيض، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف ترامب عن نية الولايات المتحدة الاستيلاء على غزة بالكامل بعد تهجير جميع سكانها الفلسطينيين إلى دول أخرى، كما لم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعًا أن تكون لبلاده ملكية طويلة الأمد في القطاع الفلسطيني.
وأثار إعلان ترامب إدانات واسعة على المستوى العربي والدولي، حيث سارعت دول السعودية، الإمارات، الأردن، مصر، سلطنة عمان، وفلسطين، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، البرلمان العربي، مجلس التعاون الخليجي، وجماعة الحوثي اليمنية، إلى إعلان رفضها القاطع للخطة، معتبرةً أنها تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الفلسطينية.
أما على الساحة الأوروبية، فقد أصدرت دول ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، إسبانيا، بولندا، سلوفينيا، إسكتلندا، بلجيكا، وسويسرا بيانات رسمية تؤكد معارضتها الشديدة للمخطط، محذرةً من أن تنفيذه سيشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي، وسوف يساهم في تأجيج الكراهية والتوترات في الشرق الأوسط، كما شددت هذه الدول على ضرورة تطبيق حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام مستدام في المنطقة.
ومنذ 25 يناير 2025، يواصل ترامب الترويج لفكرة نقل سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض قاطع من البلدين، وانضمت إليهما عدة دول عربية ومنظمات إقليمية ودولية في معارضة هذا المخطط، معتبرين أنه يهدف إلى طمس القضية الفلسطينية وإضفاء شرعية على الاحتلال الإسرائيلي.
إبادة جماعية في غزة
وخلال الفترة الممتدة بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، نفذت إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 159 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافةً إلى ما يزيد على 14 ألف مفقود.
كما تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية في تدمير واسع للبنية التحتية وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.