خلال العملية العسكرية الجارية في الضفة الغربية، قام قائد القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي، أفي بلوط، وقائد فرقة الضفة الغربية، ييكي دوليف، بتوسيع نطاق التعليمات الموجهة للقوات بشأن إطلاق النار، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين غير المسلحين، بمن فيهم أطفال، وفقًا لشهادات ضباط وجنود إسرائيليين.
تعليمات بإطلاق النار دون اعتقال
ووفقًا لصحيفة "هآرتس" العبرية، فقد صدرت تعليمات واضحة من بلوط لقوات الجيش الإسرائيلي تنص على أنه "يمكن إطلاق النار بهدف القتل على أي شخص ينظر إلى الأرض"، دون الحاجة إلى تنفيذ إجراءات اعتقال مشتبه به.
ويبرر الجيش الإسرائيلي هذه التعليمات بأنها تهدف إلى منع الناشطين الفلسطينيين من زرع الألغام في المناطق التي تتوغل فيها القوات الإسرائيلية، لكن مصادر عسكرية إسرائيلية أشارت إلى أن هذه التعليمات فضفاضة وتساهم في جعل الجنود أكثر اندفاعًا نحو استخدام القوة المميتة.
اقرأ أيضًا:
- استمرار العدوان.. جيش الاحتلال يهاجم منطقة جديدة في الضفة الغربية
- استمرار العدوان.. إسرائيل تنفذ تكتيكات حرب غزة في الضفة الغربية
كما أصدر ييكي دوليف تعليمات إضافية منذ بدء العملية العسكرية في 21 يناير، تتيح لسكان المناطق التي تشهد توغلات إسرائيلية النزوح باستخدام مركباتهم، إلا أن القوات الإسرائيلية منحت صلاحيات بإطلاق النار الحي على أي مركبة قادمة من "منطقة قتال" باتجاه حاجز عسكري، بهدف إجبار السائقين على التوقف قبل الوصول إلى الحاجز.
ونتج عن هذه السياسات عدة حوادث مأساوية، من بينها استشهاد رجل وزوجته الحامل في الشهر الثامن بعد استهداف سيارتهما من قبل الجنود الإسرائيليين عند أحد الحواجز العسكرية.
ووفقًا لتحقيق عسكري أولي، فقد أطلق النار على الرجل داخل السيارة رغم أنه لم يحاول اقتحام الحاجز أو تهديد الجنود، وبعد ذلك، خرجت زوجته سندس شلبي (23 عامًا) من المركبة، فأطلق الجنود النار عليها ثلاث مرات في منطقة الصدر، مما أدى إلى وفاتها مع جنينها، حيث فشلت الطواقم الطبية الفلسطينية في إنقاذه.
وبرر الجيش الإسرائيلي إطلاق النار عليها بالقول إنها "نظرت إلى الأرض بصورة مثيرة للاشتباه"، رغم أنها لم تكن مسلحة ولم يكن هناك ما يشير إلى محاولتها زرع لغم.
تطبيق أساليب غزة في الضفة الغربية
أفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن القيادة الوسطى للجيش قررت استنساخ الأساليب المستخدمة في قطاع غزة وتطبيقها في الضفة الغربية، ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط قوله: "جباليا أصبحت نموذجًا عملياتيًا يستخدم في أي منطقة، والقيادة الوسطى لم تكن جزءًا من الحرب في غزة، والآن يحاولون تقليص الفجوة بنقل التكتيكات المستخدمة هناك إلى الضفة".
وأدت هذه التعليمات أيضًا إلى استشهاد رهف الأشقر (21 عامًا) في مخيم نور شمس بطولكرم، جراء انفجار لغم وضعته قوة إسرائيلية عند مدخل منزلها، ووفقًا لتحقيقات الجيش، فقد تم وضع اللغم بهدف تفجير الباب واقتحام المبنى الذي يزعم أن بداخله "مشتبه به"، لكن مصادر عسكرية مطلعة على التحقيق أكدت أن القوات لم تبلغ سكان المنزل قبل زرع اللغم، وعندما فتحت الأشقر الباب، انفجر اللغم وتسبب في استشهادها.
استخدام المدنيين كدروع بشرية
بعد الانفجار، استخدمت القوات الإسرائيلية أحد سكان المخيم كدرع بشري، حيث أرسلته نحو جثمان الشهيدة لتصوير المكان والتأكد من عدم وجود ألغام أخرى، في تكتيك مشابه لما كان يُمارس في قطاع غزة.
وتواصلت عمليات إطلاق النار العشوائية، حيث استشهد الطفل صدام حسين إياد رجب (7 أعوام) متأثرًا بجراحه التي أصيب بها قبل عشرة أيام عندما كان في منزل جده بمخيم طولكرم، وزعم الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق النار عليه لأنه "نظر إلى الأرض" بطريقة مثيرة للريبة.
وفي حادثة أخرى الشهر الماضي، استشهد رضا وحمزة بشارات (8 و10 أعوام) وابن عمهما (23 عامًا) بعدما استهدفتهم طائرة مسيرة بصاروخ، وذلك بدعوى أنهم كانوا "ينظرون إلى الأرض"، مما أثار الشبهات لدى القوات بأنهم يحاولون زرع لغم، ووفقًا لمصادر عسكرية، فقد تمت المصادقة على إطلاق الصاروخ من قبل قائد القيادة الوسطى أفي بلوط.