هدد وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن الجولة القادمة من الحرب في غزة ستكون مختلفة في شدتها مقارنةً بالمعارك التي سبقت وقف إطلاق النار، فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن جيش الاحتلال يستعد لتقديم خططه للحكومة بشأن المرحلة المقبلة من القتال في القطاع.
خطط إسرائيلية جديدة
وفي ظل تصاعد عمليات الاحتلال، يبدو أن الآلة العسكرية الإسرائيلية لا تتوقف، بل تمر فقط بمرحلة إعادة ترتيب واستعداد لمواصلة القتل والدمار، إذ تتزايد المؤشرات على مخططات لإحكام السيطرة على غزة من خلال استراتيجيات عسكرية جديدة، رغم الإخفاقات السابقة في تحقيق ذلك، رغم الاستخدام المكثف للقصف الجوي والبري في أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ تأسيسها.
وأوضحت "الصحيفة الإسرائيلية"، إن الاحتلال لن يتمكن من منع دخول الغذاء والمساعدات الطبية بشكل كامل، لكنه يسعى إلى تركيز سكان غزة في منطقة محددة يحددها مسبقًا، بحجة توفير المساعدات الإنسانية فيها، بينما يجعل باقي القطاع منطقة قتال مفتوحة، بهدف السيطرة الكاملة عليه.
اقرأ أيضًا:
- مستشار رئيس الإمارات يعلق على دعوة أبو الغيط لتنحي حماس عن إدارة غزة.. ماذا قال؟
- 350 حاخامًا يوقعون إعلانًا ضد خطة ترامب بشأن غزة (تفاصيل)
- معاريف: نتنياهو يسعى للإطاحة بمسؤول أمني رفيع.. طالع التفاصيل
مرحلة تطهير عرقي
وكشف ضباط في جيش الاحتلال، أن تحقيق السيطرة على القطاع قد يستغرق بضعة أشهر، يعقبها مرحلة أخرى من "التطهير"، أي استهداف المقاومة في مختلف الأحياء، مما يستلزم بقاء قوات الاحتلال في غزة لفترة طويلة، ما يتطلب وجود فرق عسكرية كبيرة لتعزيز السيطرة.
والجدير بالإشارة أن الأوساط الأمنية الإسرائيلية ترجح أن عناصر المقاومة سيستمرون في البقاء داخل الأنفاق التي لم يتم تدميرها بعد، وأن القضاء عليهم يحتاج إلى وقت أطول، كما أن السيطرة الإسرائيلية على توزيع المساعدات والإشراف على المنشآت الطبية يعني فعليًا احتلالًا عسكريًا كاملاً للقطاع.
وبالتزامن مع خطة الاحتلال لـ"إخلاء" الفلسطينيين من بعض المناطق، لكن دون وضوح بشأن الوجهة التي سينتقلون إليها، لاسيما مع الرفض الدولي المتزايد لخطة ترامب التي تدعو لتهجير سكان غزة.
هجوم سريع للسيطرة على غزة
وفي المقابل، يسعى جيش الاحتلال إلى تنفيذ هجوم سريع وشامل للسيطرة على القطاع، مستفيدًا من توافر قوات أكبر مقارنةً بالجولة الأولى، وهو ما سيجعل المعركة أكثر عنفًا، ليس فقط من حيث عدد الجنود، بل أيضًا من حيث التعامل مع المساعدات الإنسانية.
في سياق متصل، شددت "الصحيفة العبرية"، على أن مسؤولين في حكومة الاحتلال أشاروا إلى أن تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة لن يكون ممكنًا إلا إذا خرجت "حماس" من المشهد السياسي في غزة، وهو ما تعتبره تل أبيب أمرًا حتميًا، ومع ذلك، فإن هذه الخطوة قد تزيد الانقسامات داخل إسرائيل، خصوصًا قبل الانتخابات المبكرة، حيث إنها تعني التضحية بالمحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة.
نظام عسكري والقضاء على حماس
وفي ظل غياب رؤية واضحة لدى الأحزاب السياسية الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع غزة، فإن تقديرات الاحتلال تشير إلى أن فرض نظام عسكري كامل والقضاء على المقاومة قد يستغرق وقتًا طويلاً.
ونقلت "الصحيفة"، عن مسؤول أميركي مقرب من إدارة ترامب قوله: "في أفضل الأحوال، يمكن أن ينتهي هذا الأمر بخروج 200 ألف فلسطيني من القطاع".
والجدير بالذكر أن الاحتلال يدرك أن تحقيق استقرار نسبي في غزة قد يكون ضروريًا، لأن الأولوية الاستراتيجية الإسرائيلية لعام 2025 هي التعامل مع إيران، كما أكدت "الصحيفة" أن القلق الإسرائيلي يتزايد بشأن اقتراب طهران من امتلاك قنبلة نووية، بينما تستمر المراهنات على سيناريوهات غير واقعية بشأن تهجير الفلسطينيين من القطاع.