وصل اليوم السبت، 15 فبراير 2025، وفد مصري أوروبي إلى معبر رفح البري من الجانب المصري، بهدف تفقد جهود تقديم المساعدات لقطاع غزة واستقبال المصابين.
ضم الوفد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري ووزير الصحة، الدكتور خالد عبد الغفار، ووزيرة التضامن الاجتماعي، مايا مرسي، بالإضافة إلى أنجيلينا أيخهورست، رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، ووفد من جامعة الدول العربية.
تأتي هذه الزيارة لتفقد المساعدات والمعدات الثقيلة والمنازل الجاهزة (الكرفانات) المصطفة استعدادًا لدخول قطاع غزة، والتي تعطل إسرائيل دخولها.
تواصل مصر جهودها الإنسانية لدعم الفلسطينيين، حيث استقبل معبر رفح من الجانب المصري، أمس الجمعة، الدفعة الثالثة عشرة من المصابين والمرضى القادمين من قطاع غزة لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية، وذلك بناءً على توجيهات القيادة السياسية بتقديم الدعم والرعاية الطبية اللازمة.
منذ بدء الأزمة، استقبل معبر رفح 11 دفعة من المصابين، بلغ عددهم 538 جريحًا ومريضًا فلسطينيًا، بالإضافة إلى 680 مرافقًا. تم توزيعهم على مستشفيات شمال سيناء ومحافظات أخرى، وفقًا لخطة العلاج التي وضعتها وزارة الصحة المصرية بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والجهات المعنية.
تُنفذ مصر خطة علاج متكاملة لاستقبال المصابين الفلسطينيين عبر معبر رفح، تشمل ثلاثة مستويات: الأول في محافظة شمال سيناء، حيث تم تعزيز المستشفيات بأطباء من مختلف التخصصات وتوفير سيارات الإسعاف والمستلزمات الطبية الضرورية؛ الثاني في المحافظات المتاخمة لشمال سيناء، التي جُهزت مستشفياتها لاستقبال الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية إضافية؛ والثالث في مستشفيات القاهرة، المجهزة لاستقبال الحالات الحرجة التي تتطلب تدخلات طبية متقدمة ورعاية متخصصة.
يأتي ذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 19 يناير، بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب المدمّرة. ينص الاتفاق على الإفراج عن محتجزين في قطاع غزة مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالتزامن مع وقف العمليات القتالية. تشمل المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تمتد لـ42 يومًا، وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
من المقرر السماح بدخول 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة يوميًا خلال فترة وقف إطلاق النار، منها 50 شاحنة تحمل الوقود، مع تخصيص 300 شاحنة للمناطق الشمالية.
تأتي هذه الجهود في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي في السماح بدخول المساعدات والمعدات اللازمة لإعادة إعمار غزة، مما دفع الوفود المصرية والأوروبية والعربية إلى زيارة معبر رفح والضغط لتسهيل دخول هذه المساعدات.
يُذكر أن الجامعة العربية أعربت عن استيائها من وتيرة دخول المساعدات إلى غزة، ووصفتها بأنها "غير مقبولة"، مؤكدة على ضرورة تسريع الإجراءات لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحّة في القطاع.
تستمر الجهود الدولية والإقليمية في الضغط على إسرائيل لرفع القيود المفروضة على دخول المساعدات والمعدات إلى غزة، بهدف تخفيف معاناة السكان والمساهمة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب.