كشف موقع "ها مكوم" العبري عن تفاصيل مروعة لجريمة حرب ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق مسن فلسطيني وزوجته في حي الزيتون بمدينة غزة، حيث تم استخدام الرجل كدرع بشري بطريقة وحشية ولا إنسانية.
تفاصيل الجريمة
بحسب الموقع، فإن ضابطًا رفيع المستوى في لواء ناحال أمر بربط حزام ناسف حول عنق رجل فلسطيني مسن يبلغ من العمر 80 عامًا، بعد اعتقاله وزوجته من منزلهما، بسبب عدم قدرتهما على النزوح من المنطقة نتيجة تقدمهما في السن، وهدد الضابط المسن بتفجير رأسه إذا قام بأي حركة غير متوقعة.
وقعت هذه الجريمة خلال عملية عسكرية نفذتها الفرقة 99، بمشاركة قوات من لواءي ناحال وكرملي، إضافة إلى الوحدة متعددة الأبعاد التابعة لجيش الاحتلال، وخلال تنقل القوات من منزل إلى آخر، أجبر المسن، الذي كان يتكئ على عصا، على السير أمام الجنود واستخدامه كدرع بشري خشية وقوعهم في كمائن أو تفجيرات.
اقرأ أيضًا:
- جنود الاحتلال يجبرون المعتقلين الفلسطينيين على مهام خطرة بغزة.. ما قصة محمد شبير؟
- شهادات صادمة: مؤسسة الضمير تكشف عن الاعتداءات الجنسية التي يرتكبها جنود الاحتلال بحق أسرى غزة
وأثناء التحقيق، أوضح المسن وزوجته لضباط الاحتلال أنهما لا يستطيعان المشي لمسافات طويلة ولا يملكان مكانًا آخر للجوء إليه، ومع ذلك، أمر ضابط كبير أحد الجنود بتركيب الحزام الناسف حول رقبة الرجل، وأخبره بأن أي حركة خاطئة ستؤدي إلى سحب الحبل الموصول بالحزام، ما يعني انفصال رأسه عن جسده.
ظل المسن تحت التهديد لمدة 8 ساعات، يتنقل من منزل إلى آخر وهو يتكئ على عصاه، ويفتش المنازل قبل دخول الجنود، خشية وجود مقاومين أو عبوات ناسفة، وفي الوقت نفسه، بقيت زوجته تحت حراسة الجنود في المنزل، غير مدركة لما يحدث لزوجها، إذ أخبروها أنه يخضع للتحقيق وسوف يتعين عليه العودة لاحقًا.
شهادات من داخل قوات الاحتلال
بحسب شهادة أحد جنود الاحتلال، فإن الضابط المسؤول كان يمسك بفتيل الحزام الناسف بيده، ليضمن عدم محاولة المسن الهرب، رغم أن الرجل لم يكن قادرًا على ذلك أصلًا، وأضاف الجندي أن حياة الرجل كانت تحت رحمتهم، حيث كان يمكن أن تزهق في أي لحظة بمجرد سحب الحبل.
وبعد الانتهاء من استخدامه كدرع بشري، أمر المسن وزوجته بالخروج من المنطقة والتوجه جنوبًا، لكن الجنود لم يؤمنوا طريقهما، وبعد سيرهما لمسافة 100 متر فقط، رصدتهما كتيبة أخرى للاحتلال كانت متمركزة في المنطقة المجاورة، فقامت بإعدامهما ميدانيًا وسط الطريق.
ونقل الموقع شهادات لجنود الاحتلال تفيد بأنهم تلقوا تعليمات مباشرة بإطلاق النار على أي فلسطيني تتم مشاهدته يسير على الأقدام في طريق النزوح بعد انتهاء المهلة الممنوحة للإخلاء، حتى لو كان مسنًا أو برفقة زوجته العجوز.
جرائم أخرى مماثلة
إضافة إلى الجريمة السابقة، كشف الموقع عن حادثة أخرى ارتكبتها قوات لواء ناحال قبيل وقف إطلاق النار، حيث تم اعتقال شاب فلسطيني وتكبيله داخل أحد المباني لاستخدامه كدرع بشري مع الجنود، وعند دخول أحد الضباط ورؤيته له، أطلق النار عليه فورًا بحجة أنه لم يكن على علم بوجوده.
وتؤكد هذه الحوادث الوحشية استمرار الاحتلال في انتهاك القوانين الدولية وارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين وسط غياب أي مساءلة دولية حقيقية، ما يعكس حجم الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء في قطاع غزة.