كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تفاصيل محاولات قادة الاحتلال، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، إفشال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، من خلال التلاعب الإعلامي وتحميل حركة حماس المسؤولية عن أي تعثر في التنفيذ.
ووفقًا لمصدر أمني كبير نقلت عنه الصحيفة، فإن حكومة نتنياهو تسعى لإبقاء الحرب مشتعلة، حتى لو كان الثمن التخلي عن الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المفترض أن تشملهم المرحلة التالية من الاتفاق.
اقرأ أيضًا:
- الصليب الأحمر يدعو إلى الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة
- ترامب يهدد بإنهاء وقف إطلاق النار ويضغط على مصر والأردن
وأضاف المصدر: "في كل مرة نعتقد أن مستوى الانحدار لا يمكن أن يكون أسوأ، سواء في الأكاذيب أو التلاعب بالأولويات، نكتشف أن الوضع أكثر سوءًا".
تلاعب إسرائيلي
وأوضح المصدر أن إسرائيل وقعت على اتفاق ينص على بدء المفاوضات مع حماس بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم السادس عشر من الهدنة، أي منذ أسبوعين تقريبًا، ليتم التنفيذ والانتهاء منه بحلول اليوم الخامس والثلاثين من وقف إطلاق النار.
ومع ذلك، تعمل الحكومة الإسرائيلية على عرقلة التقدم، مما يجعل من المستحيل التوصل إلى تفاهمات خلال هذه الفترة القصيرة.
وأكد المصدر أن المماطلة الإسرائيلية قد تؤدي إلى انهيار المرحلة الأولى من الاتفاق، وبالتالي عدم استكمال الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، حتى في ظل الاتفاق القائم.
وأشار إلى أن استكمال المرحلة الثانية فقط هو الذي يمكن أن يفتح الباب نحو اتفاق أوسع يتعلق بمستقبل الأوضاع على الحدود بين غزة وإسرائيل، وحتى بمستقبل الشرق الأوسط بأكمله.
تصريحات نتنياهو
أبرزت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو والمقربين منه، وكذلك وزراء في حكومته، تعكس رغبة واضحة في إفشال الاتفاق، حيث تحدثوا علنًا عن خيارين وهما: العودة إلى القتال بدلًا من الالتزام بالاتفاق، واشتراط استسلام حماس وتسليم سلاحها مقابل توقيع المرحلة الثانية، وهو شرط تدرك إسرائيل تمامًا أن حماس لن تقبل به.
وحذر التقرير من أن عدم استكمال الاتفاق لن يؤدي فقط إلى تعثر المفاوضات، بل قد يتسبب في تصعيد عسكري جديد، مما سيدفع إسرائيل إلى مواجهة طريق مسدود من جديد. وهذا يشير إلى أن الهدف الحقيقي لنتنياهو ليس إنهاء الحرب، بل استمرارها لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.