دراسة جديدة تفجر مفاجأة صادمة عن تناول القهوة في الصباح.. ما القصة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 يحرص الكثير من عشاق القهوة على تناول كوب في الصباح بشكل مستمر، فهي من المصادر الرئيسية للكافيين، الذي يعتبر منبهًا قويًا يساعد على تحفيز اليقظة والطاقة، ومع ذلك، فجر بحث جديد مفاجأة هامة، حيث أظهرت نتائج الدراسة أن استهلاك الكافيين يوميًا قد يؤدي إلى تقليص كبير في حجم المادة الرمادية في الدماغ البشري.

المادة الرمادية في الدماغ

 ووفقًا لما ذكره موقع New Atlas نقلاً عن مجلة Cerebral Cortex، فأن الدماغ والجهاز العصبي المركزي يتكون من مادتين هما؛ المادة الرمادية والمادة البيضاء، حيث تتكون المادة الرمادية من خلايا عصبية ومشابكها، بينما تتكون المادة البيضاء من الحزم والطرق التي تربط هذه الخلايا العصبية ببعضها البعض. 

2.JPG
 

كما كشفت الأبحاث العلمية السابقة، أن تناول الكافيين قد يرتبط بتقليص حجم المادة الرمادية، في حين أن أبحاثًا أخرى أظهرت أن الكافيين قد يكون له تأثيرات وقائية على الدماغ، تساهم في تقليل التدهور المعرفي المرتبط بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون.

اقرأ أيضًا:

اضطراب النوم

 ركزت دراسة أجريت في عام 2021 على التحقيق في تأثيرات الكافيين على حجم المادة الرمادية لدى الأفراد الأصحاء والشباب، أحد الأسئلة الأساسية التي حاول الباحثون الإجابة عليها كان يتعلق بما إذا كان تأثير الكافيين على المادة الرمادية ناتجًا عن تأثيره على النوم، حيث أظهرت الدراسات السابقة أن الحرمان من النوم أو اضطرابه يمكن أن يتسبب في انخفاض كبير في المادة الرمادية.

آثار جانبية للكافيين

 وإلى ذلك، توصلت نتائج الدراسة، إلى وجود انخفاض ملحوظ في حجم المادة الرمادية بعد 10 أيام من تناول الكافيين مقارنة مع الدواء الوهمي، المثير للاهتمام هو أن الدراسة لم تجد فرقًا كبيرًا في نشاط النوم الموجي البطيء بين فترات تناول الكافيين والدواء الوهمي، وهذا يشير إلى أن انخفاض حجم المادة الرمادية قد يكون تأثيرًا جانبيًا خاصًا بالكافيين، وليس نتيجة لمشاكل النوم.

1.JPG
 

سرعة التعافي

ومن جانبها، أفادت الباحثة كارولين رايخرت، التي شاركت في الدراسة التي أجريت عام 2021 بجامعة بازل، بأن التغييرات التي تطرأ على المادة الرمادية بسبب الكافيين تبدو مؤقتة، حيث يعود الدماغ بسرعة إلى حالته الطبيعية بعد التوقف عن استهلاك الكافيين، مشيرة إلى أن المقارنات بين الأشخاص الذين يتناولون القهوة بانتظام وأولئك الذين يستهلكون كميات قليلة أو لا يتناولون الكافيين لم تجرِ بشكل منهجي حتى الآن.

نتائج متضاربة

ويجدر الإشارة إلى أن "رايخرت"، كانت حذرة في تفسير نتائج الدراسة، مؤكدة أن هذا لا يعني أن استهلاك الكافيين يضر بالأداء الإدراكي، بل على العكس، هناك العديد من الأبحاث التي تشير إلى أن الكافيين يمكن أن يساعد في حماية الأعصاب، ويبطئ التدهور المعرفي في كبار السن الذين يعانون من أمراض مثل الزهايمر وباركنسون. 

ربما تكون هذه النتائج المتضاربة ناتجة عن تركيز البحث في عام 2021 على الأشخاص الأصحاء الشباب، بينما كشفت الدراسات السابقة تأثيرات إيجابية للكافيين على كبار السن الذين يعانون من تدهور عصبي بالفعل.

العربية