يعتبر المشي من أبسط الأنشطة التي تساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية، إذ يمكن ممارسته يوميًا دون الحاجة إلى أي تكاليف أو الاشتراك في صالات الرياضة، ورغم بساطته، فإننا نادراً ما نلاحظ كيفية استجابة أجسامنا له، وبحسب تقرير نشره موقع "تايمز أوف إنديا"، هناك أربع علامات قد تظهر أثناء المشي يمكن أن تكون مؤشرًا على الإصابة بمرض السكري.
أعراض الإصابة بمرض السكر أثناء المشي
يؤثر داء السكري على مستويات السكر في الدم، والدورة الدموية، وصحة الأعصاب، مما يؤدي إلى ظهور أعراض خفية أثناء المشي، ومعرفة هذه العلامات مبكرًا قد يساعد في السيطرة على المرض قبل أن يتفاقم.
الشعور بوخز في القدمين والساقين أثناء المشي
يعتبر اعتلال الأعصاب الطرفية من العلامات المبكرة الأكثر شيوعًا للإصابة بالسكري، إذ يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى إتلاف الأعصاب في اليدين والقدمين، قد يشعر الشخص بوخز أو حرقة في الساقين والقدمين أثناء الحركة.
والجدير بالإشارة أنه في البداية، قد يكون هذا الشعور طفيفًا وسهل التجاهل، لكنه قد يتطور بمرور الوقت إلى فقدان الإحساس بشكل أوسع.
تشنجات الساق أثناء المشي
هل تعاني من تشنجات في الساق عند المشي لمسافات قصيرة؟ قد يكون ذلك علامة على مرض الشريان المحيطي السكري (PAD)، إذ تؤدي المستويات المرتفعة للسكر في الدم إلى تضييق الأوعية الدموية وتصلبها، مما يقلل من تدفق الدم إلى الساقين والقدمين، وهذا الانخفاض في الدورة الدموية قد يسبب ألمًا أو تشنجًا أو شعورًا بالثقل في عضلات الربلة، الفخذين، أو الأرداف، لاسيما أثناء المشي.
تعب غير عادي أثناء المشي
قد يكون الشعور بالتعب أو الضعف الشديد بعد المشي لمسافات قصيرة مؤشرًا على عدم استقرار مستويات السكر في الدم، يمكن أن يؤدي كل من ارتفاع السكر (فرط سكر الدم) وانخفاضه (نقص سكر الدم) إلى الشعور بالإرهاق الشديد.
فإذا كنت تعاني من التعب الدائم دون سبب واضح، فقد يكون ذلك دلالة على أن جسمك لا يستطيع تنظيم الجلوكوز بكفاءة، وهو تحذير مهم لاحتمالية الإصابة بالسكري.
تورم في القدمين والكاحلين أثناء المشي
قد يؤدي السكري إلى تأثير سلبي على وظائف الكلى، مما يسبب احتباس السوائل وتورم القدمين والكاحلين، إذا لاحظت أن حذاءك أصبح ضيقًا فجأة أو أن ساقيك تبدوان متورمتين بعد المشي، فقد يكون ذلك إشارة إلى احتباس السوائل الزائد في الجسم.
لماذا تحدث هذه الأعراض؟
يمكن أن يتسبب مرض السكري في إتلاف الأوعية الدموية الصغيرة التي تزود الأعصاب بالأكسجين، مما يجعلها غير قادرة على العمل بشكل صحيح، وإذا ترك الاعتلال العصبي دون علاج، فقد يتطور إلى فقدان الإحساس بالكامل.
ونظرًا لأن الاعتلال العصبي السكري قد يسبب خدرًا، فقد لا يشعر الشخص بإصابات القدم البسيطة عند حدوثها، وهذا يعني أن الجرح الصغير أو البثور الناتجة عن المشي قد تتحول إلى عدوى خطيرة دون أن يلاحظها المريض، لذا، يوصى بفحص القدمين بانتظام وارتداء أحذية مريحة لتجنب المضاعفات.
ماذا تفعل إذا لاحظت هذه الأعراض؟
يمكن السيطرة على مرض السكري، خصوصًا عند اكتشافه مبكرًا، لذلك يفضل متابعة توقيت وتكرار هذه الأعراض أثناء المشي، وإذا كنت تمتلك جهاز قياس نسبة السكر في الدم، فمن الجيد فحص المستويات عدة مرات يوميًا.
وإلى ذلك، أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تسهم في تحسين الدورة الدموية وتنظيم نسبة السكر في الدم، ويمكن للأحذية الداعمة أن تساهم في تفادي الإصابات وعدم الراحة أثناء المشي.
كما يمكن اتخاذ خطوات استباقية، مثل إجراء الفحوصات الطبية الدورية، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة النشاط البدني، وإدارة التوتر، يمكن أن يعمل على الحماية من مرض السكري أو السيطرة عليه بفعالية.
عوامل خطر الإصابة بالسكري التي يجب معرفتها
ينشأ داء السكري نتيجة عدم قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل صحيح، وذلك بسبب عدم كفاية إنتاج الأنسولين أو مقاومة الجسم له.
كما يعتبر مرض السكري من النوع الثاني، وهو الشكل الأكثر شيوعًا، نتيجة لمقاومة الأنسولين، والتي غالبًا ما ترتبط بـالسمنة، سوء التغذية، وقلة النشاط البدني، كما تساعد العوامل الوراثية، ونمط الحياة المستقر، والاستهلاك العالي للسكر في زيادة خطر الإصابة بالمرض.
كما يمكن لاتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واستخدام العلاجات المناسبة، السيطرة على السكري بشكل فعال ومنع مضاعفاته.