كشفت وكالة "أسوشيتد برس" أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أجروا، اليوم الجمعة، اتصالات مع مسؤولين من السودان والصومال وإقليم أرض الصومال، وذلك بهدف دراسة إمكانية إعادة توطين أهالي من قطاع غزة في تلك المناطق، وتعكس هذه المشاورات إصرار واشنطن وتل أبيب على المضي قدمًا في تنفيذ خطة لاقت إدانة واسعة النطاق.
ونظرًا لأن هذه الدول تعاني من الفقر أو النزاعات، فإن المقترح يثير تساؤلات حول مدى واقعية فكرة ترمب التي تحدث فيها عن إعادة توطين الفلسطينيين في "منطقة جميلة".
وأكد مسؤولون أمريكيون أن هذه الاتصالات بدأت بشكل منفصل بين الولايات المتحدة وإسرائيل مع الدول الثلاث المحتملة منذ الشهر الماضي، بعد أيام من إعلان ترمب خطته بشأن غزة حيث تولت إسرائيل زمام المناقشات.
وتتوفر لدى إسرائيل والولايات المتحدة مجموعة من الحوافز، تشمل مزايا مالية، ودبلوماسية، وأمنية، يمكن تقديمها لهذه الدول، وهي منهجية سبق أن استخدمها ترمب قبل خمس سنوات حين توسط في اتفاقيات أبراهام بين إسرائيل وأربع دول عربية.
اقرأ أيضًا:
- ترامب يتراجع عن مقترح تهجير أهالي غزة وإسرائيل تواصل الترويج له
- إسرائيل تمهد لتهجير الفلسطينيين من غزة.. خطة جديدة قيد البحث
موقف السودان
يعد السودان واحدًا من الدول التي وقعت على اتفاقيات أبراهام عام 2020، حيث وافق على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وفي المقابل قامت الولايات المتحدة برفع اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، مما أتاح له فرصًا للحصول على قروض دولية والاعتراف الدولي.
ومع ذلك، لم تتطور العلاقات السودانية الإسرائيلية منذ اندلاع الصراع بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع.
ويجري حاليًا تحقيق من المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مما يجعل من الصعب على الولايات المتحدة وإسرائيل إقناع الفلسطينيين بالانتقال إلى بلد يعاني من عدم الاستقرار.
ومع ذلك، قد تلجأ واشنطن وتل أبيب إلى تقديم حوافز لحكومة الخرطوم مثل تخفيف أعباء الديون، وتقديم مساعدات عسكرية، ونقل تكنولوجيا، ودعم دبلوماسي.
محادثات سرية
وأكد مسؤولان سودانيان أن إدارة ترمب أجرت اتصالات مع الحكومة السودانية التي يقودها الجيش بشأن استقبال الفلسطينيين، ووفقًا لأحد المسؤولين، بدأت هذه المحادثات حتى قبل تنصيب ترمب حيث تضمنت عروضًا لمساعدات عسكرية ضد قوات الدعم السريع، إضافةً إلى دعم لإعادة الإعمار بعد الحرب وحوافز أخرى، لكن المسؤولين شددوا على أن الحكومة السودانية رفضت هذه الفكرة بشكل قاطع، حيث قال أحدهما: "تم رفض هذا الاقتراح فورًا ولم يطرح مجددًا".
كما أكد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، خلال قمة القادة العرب الأخيرة في القاهرة، أن السودان يرفض تمامًا أي خطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي مبرر أو تسمية.
موقف الصومال
أعلن إقليم أرض الصومال، الذي يضم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة في منطقة القرن، انفصاله عن الصومال منذ أكثر من 30 عامًا، لكنه لم يحصل على اعتراف دولي كدولة مستقلة، حيث لا يزال الصومال يعتبره جزءًا من أراضيه.
ومن جهته، جعل الرئيس الجديد للإقليم، عبد الرحمن محمد عبد الله، الاعتراف الدولي أحد أولوياته السياسية.
وفي هذا السياق، كشف مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة تجري "حوارًا هادئًا" مع حكومة أرض الصومال حول عدد من المجالات التي قد تستفيد منها واشنطن مقابل الاعتراف بالإقليم.
وقد يكون هذا الاعتراف الأمريكي المحتمل حافزًا يدفع عبد الله إلى مراجعة موقف الإقليم من القضية الفلسطينية، ومع ذلك، أكد مسؤول في أرض الصومال أن حكومته لم تجرِ أي اتصالات بهذا الشأن، ولا توجد أي محادثات حول استقبال الفلسطينيين.
خطة ترمب بشأن غزة
وفقًا للخطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، سيتم ترحيل أهالي غزة، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، إلى مناطق أخرى بشكل دائم، كما اقترح أن تتولى الولايات المتحدة الإشراف على إعادة تأهيل غزة عبر مشروع تنموي واسع النطاق.
وغير أن ترمب عاد ليؤكد الأربعاء الماضي أن "لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة"، وذلك بعد مرور أكثر من شهر على طرحه فكرة ترحيل أهالي القطاع ضمن تصوّر لإعادة إعمار المنطقة تحت سيطرة أمريكية، قوبلت هذه الخطة برفض قاطع من قبل الفلسطينيين والدول العربية، الذين اعتبروها انتهاكًا صارخًا لحقوق الشعب الفلسطيني.