أطلق قائد الحرس الثوري الإيراني، الأحد، تهديدات بالرد على أي هجوم يستهدف بلاده، وذلك عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي هدد فيها طهران، على خلفية الغارات التي شنتها واشنطن ضد الحوثيين في اليمن.
تحذيرات ترامب
ووجه ترامب تحذيرًا شديد اللهجة إلى الحوثيين، قائلًا: "إذا لم تتوقفوا عن شن الهجمات، فستواجهون جحيمًا لم تروا مثله من قبل"، كما توعّد إيران، الداعم الرئيسي لهم، بتحميلها المسؤولية الكاملة في حال استمرار دعمها، مضيفًا: "لن نكون لطفاء في هذا الشأن!".
اقرأ أيضًا:
- تقرير يفجر مفاجأة: إيران ترفع حالة التأهب القصوى.. هل يقترب الهجوم الإسرائيلي بدعم من ترامب؟
- إيران تتحدى إسرائيل بعد التهديد بضرب منشأتها النووية.. طالع التفاصيل
في المقابل، دانت إيران بشدة الهجمات الأميركية، ووصفتها بأنها "ضربات همجية" أسفرت عن سقوط 31 قتيلًا على الأقل، وفق ما أعلنته الجماعة الحوثية، وأصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، بيانًا اعتبر فيه الغارات "انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي".
رد الخارجية الإيرانية
وفي سياق متصل، رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على تصريحات ترامب، مؤكدًا أن واشنطن لا تملك الحق في التدخل في سياسة بلاده الخارجية، ودعا إلى وقف استهداف الشعب اليمني.
وكتب في منشور عبر منصة "إكس": "الإدارة الأميركية ليست لها سلطة لإملاء سياسة إيران الخارجية"، منتقدًا استمرار الضغوط على طهران.
جاء ذلك بعد ساعات من تنفيذ الجيش الأميركي بأمر مباشر من ترامب، سلسلة غارات على مواقع الحوثيين، الذين يسيطرون على أجزاء واسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وتعد هذه الضربات الأولى التي تستهدف الحوثيين منذ أن عاد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
القيادة المركزية الأميركية تنشر لقطات لمشاركة مقاتلات وبوارج حربية في قصف مواقع الحوثيين #سوشال_سكاي #اليمن#أميركا #الحوثيون pic.twitter.com/wI8MyXVuP2
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) March 16, 2025
هجمات الحوثيين
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، كثف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تأتي دعمًا للفلسطينيين، وردت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بشن عمليات عسكرية ضدهم عدة مرات خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وبعد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير، أوقف الحوثيون هجماتهم، لكنهم أعلنوا في 11 مارس استئناف "حظر عبور السفن الإسرائيلية" قبالة السواحل اليمنية، احتجاجًا على منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي منشوره على "إكس"، أشار عراقجي إلى أن "قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني جعل العالم يحمل أميركا المسؤولية"، في إشارة إلى دعم واشنطن المطلق لإسرائيل.
وكان ترامب قد أعلن، السبت، أن بلاده بدأت "عملًا عسكريًا حاسمًا وقويًا" ضد الحوثيين، متعهدًا باستخدام "القوة الساحقة حتى تحقيق الهدف"، كما طالب إيران بوقف دعمها "للإرهابيين الحوثيين فورًا".
رسالة إلى إيران
يأتي هذا التصعيد في وقت بعث فيه ترامب برسالة إلى طهران، يحثها فيها على التفاوض بشأن ملفها النووي، وإلا فستواجه "عملًا عسكريًا محتملاً".
ومنذ عودته إلى السلطة في يناير، أعاد ترامب تفعيل سياسة الضغوط القصوى ضد إيران، كما فعل في ولايته الأولى، لكنه في الوقت ذاته أبدى استعداده للوصول إلى "اتفاق جديد" بخصوص برنامجها النووي، بديلًا عن اتفاق 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي عام 2018.
ورغم هذه الضغوط، أكد المسؤولون الإيرانيون أن طهران لن تدخل في أي مفاوضات مع واشنطن تحت التهديدات والعقوبات.