أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح الثلاثاء، بأن غزة تعيش لحظات حاسمة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، في وقت تتكثف فيه الجهود المصرية والقطرية لمحاولة كسر الجمود الذي يواجه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
ووفقاً للصحيفة، فإن القاهرة تبذل جهودًا مكثفة، مدعومة باتصالات إقليمية ودولية، بهدف التوصل إلى اتفاق تهدئة جديد، حيث قدمت مصر خلال اليومين الماضيين مقترحًا معدلًا لوقف إطلاق النار.
اقرأ أيضًا:
- أكاديمي إسرائيلي يكشف عن جرائم إبادة جماعية ترتكبها تل أبيب في غزة
- هل تشهد غزة وقف لإطلاق النار قبل عيد الفطر؟
48 ساعة حاسمة
وأكد مصدر دبلوماسي مصري أن المقترح يتضمن هدنة لمدة أسبوع تتيح استكمال المفاوضات، وقد اقترب من الحصول على الموافقة الأميركية، بينما لا يزال ينتظر رد حماس وإسرائيل.
وأضاف المصدر أن الساعات الـ 48 القادمة ستكون حاسمة، إذ إنه في حال توافق جميع الأطراف، يمكن تنفيذ الاتفاق خلال يومين، ويتضمن المقترح تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، بما يشمل الكرفانات والمستلزمات الإغاثية لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع.
كما ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي أعاد احتلالها مؤخراً كجزء من التفاهمات المطلوبة لضمان نجاح التهدئة.
كما يقضي المقترح المصري بالإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل جدول زمني لانسحاب الاحتلال من غزة بضمانات أميركية، على أن تبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق بعد الأسبوع الأول من الهدنة مع الإفراج عن خمسة أسرى أسبوعيًا.
الموقف الإسرائيلي
رغم المساعي المصرية والقطرية، لم تبدي إسرائيل أي رد فعل إيجابي حتى الآن، رغم أن الأجواء في المفاوضات مع الوفد الإسرائيلي، الذي زار القاهرة قبل يومين وصفت بـ"الإيجابية".
وفي هذا السياق، شهدت الأيام الأخيرة اتصالات دبلوماسية مكثفة، كان أبرزها بين وزير الخارجية المصري ونظيره الأميركي، بالإضافة إلى المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ومع ذلك، فإن تصريحات واشنطن الأخيرة تعكس استياء القاهرة من الضغوط الاقتصادية الأميركية على مصر.
ووفق مسؤول مصري تحدث للصحيفة، فإن القاهرة ترفض التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن وضعها الاقتصادي، وتعتبرها غير مقبولة.
على الجانب الآخر، تواصل واشنطن دعمها المطلق للعدوان الإسرائيلي، إذ جددت وزارة الخارجية الأميركية موقفها المتشدد، مشترطة إطلاق سراح الرهائن ونزع سلاح حماس لإنهاء الحرب، كما وصفت حماس بأنها "منظمة إرهابية لا يمكن السماح ببقائها".
إضافةً إلى ذلك، وجهت واشنطن انتقادات حادة للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، معتبرة أنها لا تتناسب مع معايير إدارة الرئيس دونالد ترامب.
التصعيد العسكري الإسرائيلي
تتوافق التصريحات الأميركية مع الموقف الإسرائيلي المتشدد، إذ أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن الحرب ستنتهي فقط إذا تخلت حماس عن سلاحها وأطلقت سراح الرهائن، مشددًا على أن إسرائيل غير ملزمة بإدخال المساعدات إلى غزة طالما أن حماس سوف تستفيد منها.
كما صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، بأن الخيار الوحيد أمام إسرائيل هو تصعيد الضغط العسكري على حماس لإجبارها على الإفراج عن المحتجزين، مضيفًا أن العمليات العسكرية تلحق الضرر بحماس لكنها لم تدفعها بعد للإفراج عن المختطفين.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن إسرائيل تستعد لشن هجوم بري واسع النطاق على غزة، حيث يرى نتنياهو وفريقه الأمني أن السيطرة على أجزاء من غزة سوف تضمن لهم القضاء على حماس بشكل نهائي.
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعتقد أن النجاح العسكري ضد حزب الله في لبنان العام الماضي، بالإضافة إلى دعم إدارة ترامب، يمنح إسرائيل مساحة أوسع لتنفيذ عملياتها في غزة.