أكاديمي إسرائيلي يكشف عن جرائم إبادة جماعية ترتكبها تل أبيب في غزة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

كشف رئيس لجنة مناهضة هدم المنازل في إسرائيل، عالم الأنثروبولوجيا جيف هالبر، أن إسرائيل لا تكتفي بمواصلة الإبادة الجماعية في غزة، بل تسعى الآن إلى تصديرها إلى الضفة الغربية، وأكد أن هذه العمليات تتجاوز أي حسابات أمنية، بل ترتبط باستمرار الحكومة اليمينية المتطرفة في الحكم بأي ثمن.

وفي حديثه لوكالة الأناضول، اتهم هالبر حكومة بنيامين نتنياهو بعدم الاكتراث بمصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مشددًا على أن الحكومة لو كانت تهتم بهم فعليًا لانتقلت فورًا إلى المرحلة الثانية من الاتفاق مع "حماس"، الذي كان من المفترض أن يضمن إطلاق سراحهم.

اقرأ أيضًا:

نتنياهو يشعل الحرب

بحسب هالبر، فإن قرار استئناف الهجمات الإسرائيلية في 18 مارس الجاري لم يكن مرتبطًا فقط بالقضايا الأمنية، بل كان هدفه الأساسي إبقاء نتنياهو في السلطة، وأوضح أن الأخير يعتمد على دعم الوزراء المتطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، لضمان استمراره في الحكم.

وأضاف: "نتنياهو على استعداد لتدمير غزة بالكامل لإرضاء شركائه في الائتلاف الحكومي، وهذا ما يدركه الجميع داخل إسرائيل، خاصة عائلات الأسرى التي باتت غاضبة للغاية من سياساته".

كما لفت إلى أن تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن "فتح أبواب الجحيم" على حماس إذا لم تطلق سراح الأسرى كان مجرد غطاء لنتنياهو لإعادة إشعال الحرب، رغم أن هناك اتفاقًا برعاية قطرية ومصرية كان من المفترض أن ينتقل إلى مرحلة جديدة تضمن الإفراج عن جميع الأسرى.

وأكد هالبر، أن رفض نتنياهو الالتزام بالاتفاق كان استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته، وليس بسبب أي استراتيجية حقيقية لتحرير المحتجزين.

تصعيد إسرائيلي غير مسبوق

وأشار هالبر، إلى أن تل أبيب خرقت اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، حيث امتنعت عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء المرحلة الأولى في مطلع مارس، رغم التزام "حماس" الكامل ببنوده.

وحذر من أن الاعتقاد بأن المزيد من الضغط العسكري سيؤدي إلى تحرير الأسرى هو تفكير خاطئ، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية أدت سابقًا إلى مقتل بعضهم، وقد يتكرر السيناريو ذاته.

وأضاف: "لو كان نتنياهو يكترث فعلًا بالأسرى، لانتقل إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، ولكانوا الآن أحرارًا، لكنه لا يريد إنهاء الحرب، لأن ذلك يعني فقدانه دعم اليمين المتطرف وسقوط حكومته"

وتابع: "السؤال الحقيقي هو: هل نريد إنقاذ الأسرى أم إنقاذ الحكومة؟ بالنسبة لنتنياهو، الأولوية واضحة، وهي إنقاذ حكومته حتى لو كان ذلك على حساب حياة الأسرى".

وضع فلسطينيو غزة والضفة

انتقد هالبر الموقف الدولي المتخاذل تجاه معاناة الفلسطينيين، معتبرًا أن العالم يعيش في حالة صمت مخجل، حيث لم تعد حتى الدول الأوروبية التي كانت تعرف بدعمها للفلسطينيين تتخذ مواقف حاسمة.

وأضاف: "لكل دولة حساباتها ومصالحها، ولا أحد يريد تحدي الولايات المتحدة في الوقت الحالي، ولذلك فإن ردود الفعل على تصعيد إسرائيل الأخيرة أضعف حتى مما كانت عليه قبل التهدئة".

وأشار إلى أن إسرائيل نجحت في خلق "مساحة راحة" لنفسها دوليًا، حيث لم يعد هناك أي جدوى من محاولات معارضتها، ما جعل الفلسطينيين يُتركون بلا حماية على الإطلاق.

مشروع تهويد فلسطين

وأكد هالبر أن ما يحدث في غزة والضفة الغربية ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو جزء من المشروع الاستيطاني الصهيوني، الذي يسعى إلى السيطرة على فلسطين وتهويدها بالكامل.

وأوضح أن تحقيق هذا الهدف لا يمكن أن يتم دون ارتكاب إبادة جماعية، لأن الفلسطينيين لن يتخلوا عن وطنهم طواعية، معتبرًا أن المقاومة الفلسطينية رد فعل طبيعي على الاحتلال والاضطهاد.

كما أشار إلى أن هناك قوانين دولية تمنح الشعوب المحتلة الحق في مقاومة الاحتلال، لكنه شدد على أن هذه القوانين "لا قيمة لها" بسبب التسييس، واستخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من أي عقوبات دولية.

وختم هالبر حديثه بتحذير من أن إسرائيل، بدعم أميركي مطلق، ترتكب إبادة جماعية في غزة وتسعى الآن لتوسيعها إلى الضفة الغربية، ورغم التضامن الشعبي العالمي مع القضية الفلسطينية إلا أن هذا الدعم لم يترجم إلى سياسات حكومية فاعلة، مما يزيد المخاوف من أن يتحول هذا العدوان إلى أمر واقع يتم تطبيعه مع مرور الوقت، بينما تسلب حقوق الفلسطينيين بالكامل.

وكالة الأناضول