هل تشهد غزة وقف لإطلاق النار قبل عيد الفطر؟

الحرب في غزة
الحرب في غزة

كشفت صحيفة الشرق الأوسط، صباح الثلاثاء، عن استمرار جهود الوسطاء، وعلى رأسهم مصر، لإعادة إحياء الهدنة في قطاع غزة، وأشارت التسريبات إلى وجود مقترح مصري حظي بموافقة أولية من حركة "حماس" ويهدف إلى وقف العمليات العسكرية مع اقتراب عيد الفطر، إلا أن موقف الحكومة الإسرائيلية ما زال متبايناً في ظل الانقسامات الداخلية.

وأوضحت الصحيفة أن مصر لم تفصح بعد عن تفاصيل المقترح رسميًا، لكن الخبراء يعتبرونه فرصة أخيرة لتحقيق تهدئة قبل حلول العيد، رغم التحديات التي تعترض طريقه. 

اقرأ أيضًا:

وتتمثل أبرز العقبات في رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصعيد العمليات العسكرية كوسيلة للتغطية على أزماته السياسية الداخلية، ومع ذلك، قد يكون الضغط الأميركي عاملاً حاسماً لإرغامه على القبول، وإلا فإن التصعيد العسكري الإسرائيلي مرشح للتفاقم.

تجدد القتال

بعد مشاورات مكثفة مع الإدارة الأميركية، استأنفت إسرائيل هجماتها على غزة في 18 مارس، منهيةً هدنة استمرت ستة أسابيع، وخلال هذه الفترة، سمح بإطلاق سراح 33 رهينة مقابل الإفراج عن 1800 أسير فلسطيني، إلا أن 59 رهينة لا يزالون محتجزين داخل القطاع، ويعتقد أن 24 منهم فقط ما زالوا أحياء.

وأدى التصعيد الإسرائيلي منذ انهيار الهدنة إلى سقوط 730 شهيدًا وإصابة 1367 شخصًا، وفق بيان صادر عن وزارة الصحة في غزة حتى يوم الاثنين، كما أشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح 124 ألف شخص جديد هربًا من القصف المستمر، بحسب وكالة "أونروا".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي يوم الاثنين، عن مقتل القياديين في حركة "حماس"، صلاح البردويل وإسماعيل برهوم، خلال غارات جوية على جنوب غزة، ما رفع عدد شهداء الحركة إلى 11 من أصل 20 عضوًا، وفق تقرير لوكالة بلومبرغ.

المبادرة المصرية

وسط استمرار التصعيد، تتواصل الجهود المصرية لإيجاد مخرج دبلوماسي، حيث كشف مسؤول مصري لوكالة أسوشييتد برس عن مقترح يتضمن إفراج "حماس" عن خمسة رهائن، بينهم شخص يحمل الجنسية الأميركية والإسرائيلية، مقابل دخول مساعدات إنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار لمدة أسبوع، على أن تطلق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

من جانبها، نقلت رويترز عن مصادر أمنية أن مصر قدمت مقترحًا آخر يشمل جدولًا زمنيًا للإفراج عن جميع الرهائن، يتزامن مع انسحاب إسرائيلي تدريجي بضمانات أميركية، ووفقًا لهذا الطرح، ستفرج "حماس" عن خمسة رهائن أسبوعيًا، بشرط أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.

من جهتها، رحبت "حماس" بالمقترح المصري، وفق ما صرح به مسؤول في الحركة، بينما لا يزال الموقف الإسرائيلي متذبذبًا، فبينما أكد مصدر إسرائيلي لوكالة فرانس برس وجود "تقدم في المفاوضات رغم العقبات"، نفى مسؤول إسرائيلي آخر في صحيفة تايمز أوف إسرائيل معرفته بأي مقترح جديد.

ووفق تصريحات مسؤول إسرائيلي، فإن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تنتظر رد "حماس" على مقترح مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مشددًا على أنه في حال الرفض، ستواصل إسرائيل تصعيدها العسكري، وربما تشن حملة برية تهدف إلى "إضعاف حماس بشكل حاسم".

الموقف الأميركي

في 13 مارس، قدم ويتكوف مقترحًا معدلًا لتمديد الهدنة حتى 20 أبريل، وهو ما قبلته "حماس" جزئيًا عبر الموافقة على إطلاق سراح الرهينة الأميركي - الإسرائيلي عيدان ألكسندر فقط، لكن واشنطن اعتبرت الرد غير كافي، مما دفع إسرائيل لاستئناف الحرب بعد يومين فقط.

وأشار ويتكوف، مساء الجمعة، إلى أن هناك "مفاوضات جارية" لوقف الغارات، مؤكدًا أن نتنياهو يرغب في تحرير الرهائن لكنه يعتمد على الضغط العسكري لتحقيق ذلك.

وكالة أنباء الشرق الأوسط