تفاصيل خطة "الجزر الإنسانية" التي تسعى إسرائيل لتنفيذها في غزة

خطة الجزر الإنسانية
خطة الجزر الإنسانية

تم اليوم الجمعة الكشف عن خطة الجزر الإنسانية التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها داخل حدود قطاع غزة، والتي تعتبر بمثابة مرحلة انتقالية، وتهدف الخطة التي وضعها منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي (IDSF) إلى إقامة "مدن نازحين" في مناطق مفتوحة داخل غزة تحت إشراف مديرية إنسانية مؤقتة.

وتهدف هذه الخطة إلى فصل الجانب الإنساني عن السياسي، لكنها في الواقع تعمل على تفكيك البنية الحاكمة لحركة حماس ومنع عودة أي سلطة فلسطينية مركزية. 

اقرأ أيضًا:

هدف خطة الجزر الإنسانية 

وتسعى الخطة لاستثمار وجود السكان في هذه المدن لتشكيل قيادة محلية جديدة غير مرتبطة بحماس، وتعتبر أن السلطة الفلسطينية غير مؤهلة لتولي الحكم في غزة، بل تعارض إعادة دخولها إلى القطاع.

وبموجب المعلومات المتوفرة، ستتم إقامة شبكة من المدن المؤقتة (IDP cities)، التي ستكون تحت مراقبة مشددة، حيث يتم توزيع المساعدات بناءً على شهادات بيومترية، مع منع وكالة الأونروا وحركة حماس من لعب أي دور في توزيع المساعدات، كما سيتم تقليص الدور الإداري المدني القائم في القطاع منذ عقود.

وسوف يخضع السكان في هذه المدن لتدقيق أمني، وستمنع حرية تنقلهم بين المناطق المختلفة في غزة، إذ ستقسم غزة إلى مناطق منفصلة، يفصل بينها ممرات أمنية مثل ممر نتساريم وممر فيلادلفيا، بهدف الحد من التواصل الاجتماعي والسياسي، كما تنص الخطة على أن يحتفظ جيش الاحتلال بحرية التحرك في القطاع، بما في ذلك في المدن الإنسانية، بحجة مكافحة "جيوب حماس".

مديرية مدنية

وستكون المديرية الإنسانية مدنية الطابع، لكنها ستكون مرتبطة بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي ولن تتضمن أي طابع سياسي أو دبلوماسي، مع تمويل الخطة من المجتمع الدولي، بما يشمل الحكومات والمنظمات والتبرعات الخاصة، دون أن تتحمل الخزانة الإسرائيلية أي أعباء مالية.

وأشار القائمون على الخطة إلى أنهم جمعوا أكثر من ملياري دولار منذ أكتوبر 2023، تم توزيعها عبر أكثر من 60 ألف شاحنة مساعدات، وتدعي الخطة أن النموذج معتمد على تجارب دولية ناجحة في إدارة الكوارث مثل العراق وسوريا وأفغانستان.

ورغم أن هذه المرحلة تعتبر "مؤقتة"، إلا أنها قد تستمر لعامين أو أكثر، مما يفتح الباب أمام إنشاء واقع جديد بعيد عن الحلول السياسية التقليدية، ويروج لهذه الخطة بأنها أكثر فاعلية وأقل تكلفة من العودة إلى "الإدارة العسكرية"، التي تعتبر غير مقبولة دوليًا ومحليًا، كما أنها تمهد الطريق لتطبيع الوجود الإسرائيلي في غزة من خلال البنية المدنية-الإنسانية، بدلاً من الاحتلال العسكري المباشر.

وكالة قدس برس للأنباء