رحلات بلا عودة.. ما حقيقة جسر إسرائيل الجوي لتهجير سكان غزة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشف وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل عن تنظيم رحلات جوية نقلت عدداً من سكان قطاع غزة إلى دول أوروبية، ما أثار تساؤلات بشأن احتمال بدء إسرائيل في تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تهدف إلى تهجير سكان القطاع إلى الخارج.

تهجير سكان غزة

وأشار "أربيل"، إلى أن هذه الخطوة تأتي "مع تصاعد رغبة الكثير من سكان غزة في مغادرة القطاع والبحث عن حياة في دول أخرى".

وأردف "أربيل"، خلال تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، قائلًا: "هناك رغبة واضحة لدى العديد من سكان غزة في الهجرة إلى أوروبا أو بلدان أخرى، سعياً لحياة يسودها السلام".

خطة ترامب المثيرة للجدل

والجدير بالإشارة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن قبل عدة أشهر عن خطة تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة بشكل طوعي، تمهيداً لإعادة إعمار المنطقة وتحويلها إلى وجهة استثمارية رئيسية في الشرق الأوسط، وهي خطة قوبلت برفض فلسطيني وعربي ودولي واسع.

تضليل إعلامي

في هذا الإطار، يعتقد أستاذ العلوم السياسية أحمد عوض أن تصريحات الوزير الإسرائيلي تفتقر إلى الدقة، وتأتي في إطار "محاولات التضليل التي تهدف إلى إقناع الرأي العام الدولي بضرورة تهجير سكان غزة".

وأوضح "عوض"، إن "تنفيذ مثل هذه الخطة يتطلب وقتاً طويلاً وجهداً منسقاً مع جهات دولية وإقليمية"، مؤكدًا على أن الرفض الإقليمي والدولي لمثل هذا التهجير بات واضحاً.

كما لفت "عوض"، إلى أن "الخطة الإسرائيلية-الأميركية الخاصة بالهجرة الطوعية لسكان غزة ما تزال غير مكتملة، خاصة في ظل عدم وجود دولة مستعدة لاستقبالهم"، مؤكداً أن من تم نقلهم بالفعل للخارج هم على الأغلب من المرضى أو من حملة الجنسيات الأجنبية وعائلاتهم.

وأردف "عوض"، موضحاً: "إسرائيل تحاول الترويج لفكرة أنها بدأت بالفعل بتطبيق خطة تجريبية لنقل السكان، وأن هذه التجربة ناجحة وتحظى بقبول شعبي، بينما الحقيقة أن من يفكرون في الهجرة من غزة لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة جداً من السكان"، بحسب تعبيره.

أفكار بديلة للتهجير

من جهته، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي سهيل كيوان أن إسرائيل تبذل جهوداً متواصلة منذ إعلان ترامب عن خطته، لتطبيق مشروع التهجير الطوعي لسكان غزة.

وأشار "كيوان"، إلى أن "تصريحات وزير الداخلية الإسرائيلي تحمل مبالغة واضحة، لكنها تكشف عن وجود توجهات بديلة تهدف إلى ترسيخ مشروع التهجير بوسائل مختلفة".

وأوضح أن إسرائيل تسعى إلى استغلال عمليات إجلاء بعض الدول الأوروبية لرعاياها في غزة، لتسويق فكرة أن الفلسطينيين يوافقون على التهجير، وطرح ذلك كخيار واقعي يمكن تطبيقه رغم المعارضة العربية.

واستطرد "كيوان": "تعلم إسرائيل أهمية الحرب الإعلامية في تحويل الأفكار إلى وقائع مقبولة قبل تطبيقها عملياً، وتصريحات الوزير تأتي في هذا السياق"، مشيرًا إلى أن الدولة العبرية مصممة على المضي قدماً في هذا المخطط.

كما شدد "كيوان"، على أن هذا الإصرار الإسرائيلي يبدو جلياً في تحركاتها السياسية والعسكرية والإعلامية، في محاولة لفرض واقع جديد يدفع الجميع نحو القبول بمخطط تهجير سكان غزة.

وختم بالقول إن الرفض الفلسطيني الشعبي والرسمي، علاوة على دعم مقومات صمود السكان، يظل العامل الأساسي في تعطيل وإفشال هذا المشروع الإسرائيلي الأميركي.

إرم نيوز