في سياق تطورات المشهد الميداني والسياسي، كشفت مصادر إسرائيلية عن إحراز تقدم ملموس في مسار المفاوضات الرامية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير عدد من الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في القطاع.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن الجانب الإسرائيلي يلحظ "تغيرات جوهرية" طرأت مؤخرًا على موقف حركة حماس، الأمر الذي يعتبر بمثابة نقطة تحول في مسار التفاوض.
اقرأ أيضًا:
المقترح الأخير
وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة الإسرائيلية تترقب في الوقت الراهن رداً رسميًا على مقترح تم تقديمه من قبل الوسطاء المصريين، يقضي بالإفراج عن ما بين تسعة إلى عشرة رهائن على قيد الحياة.
ويشار إلى أن هذا الرقم يتقاطع تقريبًا مع العرض الأولي الذي كان قد طرحه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، والذي تضمن الإفراج عن 11 رهينة أحياء كخطوة أولى.
وعد واشنطن
وفي هذا الإطار، أكدت الصحيفة أن الإدارة الأميركية أبلغت حماس أنها، في حال وافقت على إطلاق سراح أكثر من ثمانية رهائن، فإن واشنطن سوف تمنح الحركة ضمانة ببدء إسرائيل الدخول في مفاوضات رسمية تتعلق بالمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتمحور بشكل رئيسي حول وقف شامل للعمليات القتالية وإنهاء الحرب الدائرة.
وتؤكد حركة حماس، من جانبها، أنها لن تقبل بأي صيغة اتفاق تفضي في نهاية المطاف إلى استئناف القتال من قبل القوات الإسرائيلية، مما يجعل من ضمان وقف دائم لإطلاق النار شرطًا أساسيًا لأي صفقة تبادل.
وفي موازاة ذلك، أشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن القيادة الإسرائيلية ترى في تصاعد الضغط العسكري على الأرض عاملًا حاسمًا بدأ يؤتي ثماره، لاسيما بعد نجاح الجيش الإسرائيلي في بسط سيطرته على محور موراج الحيوي، واستكمال تطويق مدينة رفح جنوب القطاع.
تهديد كاتس
وفي السياق ذاته، صرح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر منشور له على منصة "إكس" قائلاً: "كلما واصلت حماس تعنتها ورفضها للمبادرات المطروحة، سوف نصعد من عملياتنا العسكرية وسنواصل استهداف كوادرها وتدمير بنيتها التحتية، غزة ستغدو أكثر ضيقًا، وأكثر عزلة، مما سيدفع أعدادًا متزايدة من سكانها إلى مغادرة مناطق الاشتباك والقتال".
وتجدر الإشارة إلى أنه لا يزال هناك 58 رهينة داخل قطاع غزة، بحسب ما أعلنته السلطات الإسرائيلية، من بينهم 34 تقول تل أبيب إنهم قد فارقوا الحياة، وفي وقت سابق، خلال الهدنة المؤقتة التي انتهت في 18 مارس الماضي مع استئناف إسرائيل لغاراتها الجوية، أفرجت الفصائل المسلحة عن 33 رهينة، تبين لاحقًا أن 8 منهم قد لقوا مصرعهم.