سجون الاحتلال تطلق حرب نفسية ضد أسرى النخبة عبر هذه الأساليب 

سجون الاحتلال
سجون الاحتلال

في تصعيد غير مسبوق ضمن أساليب الضغط النفسي، أقدمت مصلحة السجون الإسرائيلية مؤخرًا على إطلاق حملة تستهدف أسرى النخبة الفلسطينيين داخل الزنازين، تحت عنوان "غزة الجديدة"، وفق ما كشفته صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية. 

وتهدف هذه الحملة، بحسب الصحيفة، إلى إحداث صدمة نفسية مدروسة لدى الأسرى، عبر تحميلهم مسؤولية الدمار الذي حل بقطاع غزة، لا سيما عقب عملية السابع من أكتوبر 2023.

صور الدمار داخل الزنازين

وفي تفاصيل ما وصفته الصحيفة بـ"الخطوة غير التقليدية"، قامت إدارة السجون بتعليق صور فوتوغرافية عالية الدقة توثق الدمار الواسع في قطاع غزة داخل زنازين الأسرى، وخصوصًا من يعرفون بـ"أسرى النخبة"، أي أولئك المتهمين بالتخطيط أو المشاركة في عمليات نوعية. 

اقرأ أيضًا:

وتشمل الصور مشاهد لأنقاض الأبنية، أحياء سكنية مدمرة بالكامل، وآثار القصف الإسرائيلي العنيف على المدنيين في غزة.

ووفق التقرير العبري، فإن الهدف المعلن من هذه الصور هو إظهار "عواقب الأفعال" التي قامت بها فصائل المقاومة، في محاولة لتحميل الأسرى مسؤولية ما جرى ويجري، رغم وجودهم داخل السجون. 

وتعتبر الصحيفة أن عرض هذه المشاهد هو نوع من "التوعية العقابية"، لكنها تقر في الوقت نفسه بأنه لا يتوقع من الأسرى أن يشعروا بالندم أو الذنب، بل إن الهدف هو غرس هذه الصور كجزء من ذاكرة دائمة لا تُمحى.

تكتيك ممنهج في إطار حرب نفسية موسعة

وفي سياق أوسع، أشارت "يسرائيل هايوم" إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن حزمة إجراءات نفسية متكاملة تستهدف تفكيك "الروح المعنوية" للسجناء الأمنيين الفلسطينيين، لا سيما أولئك الذين يُنظر إليهم كرموز وطنية أو قادة داخل المعتقلات. 

وتهدف هذه الإجراءات، وفق ما ورد في التقرير، إلى كسر فكرة البطولة المرتبطة بالمقاومة، وتفريغ الرمزية التي يحملها الأسرى داخل المجتمع الفلسطيني.

ويعتقد داعمو هذه السياسة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن هذه الوسائل تشكّل "أدوات فعالة في المعركة النفسية" ضد ما يسمونه بـ"الإرهابيين"، معتبرين أن تقويض مكانة الأسرى داخل بيئتهم الاجتماعية خارج السجن هو خطوة ضرورية لمنع تعاظم التأييد للفصائل الفلسطينية المسلحة.

رسائل مشفرة

لم تقتصر الإجراءات النفسية على الصور وحدها، بل شملت أيضًا وسائل رمزية أكثر تعقيدًا، ففي مرحلة سابقة، عمدت مصلحة السجون إلى طباعة رسائل مشفرة على أساور التعريف التي يرتديها الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقات تبادل الأسرى والرهائن، ومن بين هذه الرسائل عبارة "الشعب الأبدي لا ينسى"، في إشارة إلى استمرارية الذاكرة الإسرائيلية حول ضحايا العمليات، ومحاولة تحميل الأسرى عبء هذه الذاكرة بشكل دائم.

كما سجلت تقارير عبريّة ارتداء بعض الأسرى، قييل إطلاق سراحهم، قمصانًا تحمل نجمة داود في مشهد غريب أثار موجة من الانتقادات داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، فضلًا عن تحفظات على المستوى الدولي، لما في هذه الممارسات من إيحاءات قسرية تحمل دلالات سياسية ودينية متشابكة.

ردود فعل متباينة

ورغم أن هذه الخطوات تلقى دعمًا من بعض الجهات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإنها أثارت أيضًا انتقادات واسعة، لا سيما من أصوات ترى أن مثل هذه الإجراءات لا تُعزز سوى حالة العداء، وتفاقم من الانتهاكات القانونية والإنسانية داخل السجون، كما أعادت هذه السياسات الجدل حول مدى التزام إسرائيل باتفاقيات جنيف التي تحكم معاملة الأسرى في النزاعات المسلحة.

إرم نيوز