في ظل استئناف المحادثات بالقاهرة أمس السبت، بين وفد من حركة حماس ومسؤولين مصريين لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع إسرائيل، صعد الجيش الإسرائيلي من تهديداته معلناً عزمه على توسيع الضغط العسكري داخل قطاع غزة، ومشيرًا إلى نيته تكرار سيناريو العملية العسكرية في رفح بمناطق أخرى في حال فشل المفاوضات الجارية.
وأكد الجيش الإسرائيلي، عبر إذاعة الجيش، أنه يعتزم تكثيف الضغط العسكري على قطاع غزة خلال فترة قريبة جداً، موضحًا أنه يستعد للتوسع في أماكن جديدة داخل القطاع، مع تعبئة كبيرة لقوات الاحتياط".
اقرأ أيضًا:
- من قلب غزة.. القسام يضرب بقوة والمروحيات تنقل الجرحى الإسرائيليين (فيديوهات)
- دولة إسلامية تعتزم استقبال نتنياهو المتهم بجرائم حرب في غزة (تفاصيل)
وأضاف الجيش أن عدم التوصل إلى نتائج ملموسة في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن سيؤدي إلى "تفعيل أدوات إضافية"، ضمن خطط عملياتية معدّة مسبقًا، متوعدًا بتكرار نموذج رفح في مناطق أخرى بقطاع غزة.
صفقة شاملة
في المقابل، أبدت حركة حماس استعدادها للتوصل إلى "صفقة شاملة" تتضمن إنهاء الحرب وإطلاق جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل هدنة طويلة الأمد مدتها خمس سنوات، بحسب ما أعلنته الحركة في وقت سابق.
وبحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس"، فإن وفد حركة حماس برئاسة القيادي خليل الحية، عقد اجتماعات مع المسؤولين المصريين في القاهرة بعد ظهر السبت، لمناقشة "مجموعة من الأفكار ومقترح جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى"، وفق ما أكده مسؤول في الحركة.
وأوضح المصدر ذاته أن حماس لم تتلق حتى صباح السبت أي عرض رسمي جديد، إلا أن الأيام الماضية شهدت مناقشة العديد من الأفكار المهمة مع الوسطاء، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق يضمن "وقفًا كاملاً لإطلاق النار، وانسحابًا إسرائيليًا تامًا من القطاع، وإبرام صفقة تبادل أسرى جدية، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية"، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على دخول الإمدادات إلى القطاع المحاصر.
رفض المقترح الإسرائيلي
يذكر أن حركة حماس كانت قد رفضت في 17 أبريل مقترحًا إسرائيليًا تضمن هدنة مؤقتة لمدة 45 يومًا مقابل إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء، وبينما تطالب حماس باتفاق شامل لإنهاء الحرب، تواصل إسرائيل الإصرار على استعادة جميع الرهائن، إضافة إلى نزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، وهو شرط تعتبره حماس "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه.
واندلعت الحرب الحالية عقب الهجوم المباغت الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1218 شخصًا من الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب إحصائية جمعتها وكالة "فرانس برس" استنادًا إلى مصادر رسمية إسرائيلية.
وخلال هذا الهجوم، اختطف 251 شخصًا إلى قطاع غزة، ولا يزال 58 منهم محتجزين حتى اليوم، بينهم 34 شخصًا تعتقد إسرائيل أنهم قتلوا، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
هدنة يناير
وفي سياق تبادل الأسرى، كانت هدنة سابقة قد أبرمت بين 19 يناير و17 مارس، أسفرت عن إطلاق سراح 33 رهينة، بينهم ثمانية تبين لاحقًا أنهم قتلوا، مقابل إفراج إسرائيل عن نحو 1800 أسير فلسطيني من سجونها.
من جهة أخرى، تتواصل المعاناة في قطاع غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية الحرب إلى ما لا يقل عن 51,495 شهيدًا، بحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في القطاع.