الخارجية تحذر من تصعيد إسرائيلي جديد في الضفة

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

أطلقت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الجمعة، تحذيراً شديد اللهجة من التصعيد الإسرائيلي المستمر في سياسة هدم المنازل وتشريد السكان، لا سيما في المخيمات الفلسطينية الواقعة شمال الضفة الغربية. 

واعتبرت الوزارة أن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عزمه تدمير 106 مبانٍ سكنية خلال 24 ساعة في مخيمي طولكرم ونور شمس، يعد امتداداً ممنهجاً لجرائم الحرب التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة.

اقرأ أيضًا:

بيان رسمي 

وفي بيان رسمي، أعربت الخارجية الفلسطينية عن قلقها العميق من استمرار العدوان الإسرائيلي على المخيمات في شمال الضفة، والذي يدخل شهره الرابع على التوالي، مشيرة إلى أن هذا العدوان أدى حتى الآن إلى تشريد أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم، في مشهد يعكس أقسى صور التهجير القسري. 

كما نبهت الوزارة إلى خطورة إعلان الاحتلال، يوم الخميس، عن نيته تنفيذ عمليات هدم واسعة النطاق تستهدف 106 منازل وبنايات سكنية خلال يوم واحد فقط، في إطار استكمال خطة التدمير الممنهجة.

وأشارت الوزارة إلى أن هذا الإعلان يضاف إلى مئات المباني والمنازل التي تم تدميرها بالفعل منذ بداية العام 2025، محذرة من أن هذه الجرائم تندرج ضمن سياق الإبادة البطيئة، والتهجير القسري، وهدم مقومات الوجود الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، أو في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان دموي مستمر.

جرائم ممنهجة

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن هذه السياسات الإسرائيلية ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الممنهجة، التي تُصنف قانوناً كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، هدفها الأساسي هو القضاء على الوجود الوطني والإنساني للفلسطينيين على أرضهم، وفرض واقع جديد بالقوة العسكرية، يخدم مشروع الضم والتوسع الاستيطاني.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي، وخاصة الدول المؤثرة والأطراف الموقعة على اتفاقيات حقوق الإنسان، باتخاذ خطوات فاعلة وعاجلة لإجبار إسرائيل على وقف هذه الانتهاكات الجسيمة، والانصياع لإرادة السلام الدولية، كما أكدت استمرارها في التحرك الدبلوماسي، وتوثيق هذه الجرائم، ومتابعتها مع كل الدول والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان والقانون الدولي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد سلّم، يوم الخميس، الارتباط الفلسطيني خريطة رسمية مرفقة بتفاصيل توضح المباني المستهدفة بالهدم في مخيمي طولكرم ونور شمس، وميزها بعلامات حمراء واضحة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تهدف لإضفاء شرعية شكلية على قرارات الهدم.

تدمير 58 مبنى

وفي السياق ذاته، أوضح محافظ طولكرم، عبد الله كميل، أن المخطط الإسرائيلي يشمل تدمير 58 مبنى في مخيم طولكرم، و48 منزلاً في مخيم نور شمس، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تتهدد سكان المنطقة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد إسرائيلي واسع تشهده الضفة الغربية بالتوازي مع الحرب المستعرة في غزة، حيث أدت اعتداءات الجيش والمستوطنين منذ بدء العدوان إلى استشهاد أكثر من 959 فلسطينياً، وإصابة قرابة 7000 آخرين، بالإضافة إلى أكثر من 16,400 حالة اعتقال، بحسب بيانات رسمية فلسطينية.

وقد بدأت الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في شمال الضفة الغربية في 21 يناير 2025، حين شنت قوات الاحتلال هجوماً واسعاً على مدينة جنين ومخيمها والبلدات المحيطة بها، قبل أن توسّع عملياتها إلى مدينة طولكرم ومخيمها في 27 من الشهر نفسه، في إطار ما وصفته الخارجية الفلسطينية بـ"حرب شاملة على كل ما هو فلسطيني".

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الشامل على غزة في 7 أكتوبر 2023، والمدعوم بالكامل من الإدارة الأمريكية، ارتكبت إسرائيل جرائم إبادة ممنهجة أسفرت عن سقوط أكثر من 170 ألف فلسطيني ما بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية دموية في التاريخ الحديث.

وكالات