في تطور سياسي داخلي لافت يعكس حجم الغضب الشعبي داخل إسرائيل، خرج رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، بتصريحات صادمة دعا فيها إلى إطلاق عصيان مدني شامل بهدف إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محملاً الأخير مسؤولية استمرار الحرب في قطاع غزة، وتفاقم مأساة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية.
اقرأ أيضًا:
- طبول التصعيد تدق في غزة: ماذا بقي لدى حكومة نتنياهو من خطط؟
- تساؤل وسخرية.. كيف علقت قطر على تصريحات نتنياهو التحريضية؟
إسقاط نتنياهو
وبحسب ما نقلته القناة 13 الإسرائيلية، فقد طالب باراك بشكل صريح بإسقاط نتنياهو، مؤكدًا أن إنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى شاملة يجب أن يكون أولوية قصوى حتى ولو كان الثمن هو إنهاء العمليات العسكرية في غزة.
وأضاف أن استمرار الجمود السياسي والميداني سيزيد من عزلة إسرائيل الداخلية والخارجية، ويؤدي إلى المزيد من الخسائر دون نتائج ملموسة.
وتأتي تصريحات باراك في ظل تظاهرات غير مسبوقة تشهدها مدينة تل أبيب، حيث احتشد عشرات الآلاف من المستوطنين في ساحة "هبيما" ومحيط وزارة الدفاع، في موجة احتجاجية متصاعدة تطالب حكومة نتنياهو بوقف الحرب والبدء الفوري في مفاوضات لإتمام صفقة تبادل شاملة تفضي إلى عودة الأسرى الإسرائيليين إلى ذويهم.
تحذير قوي
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن عائلات الأسرى أطلقت تحذيرًا قويًا عبر رفع "العلم الأحمر" تعبيرًا عن رفضهم التام لتوسيع العملية العسكرية البرية في قطاع غزة، معتبرين أن أي تصعيد جديد يعرض حياة أبنائهم المحتجزين لخطر أكبر.
وتفاعل آلاف الإسرائيليين مع هذه الدعوة، ما أسهم في تضخيم حجم التظاهرات وتحويلها إلى مطلب سياسي وشعبي موحد يدعو لتغيير مسار الحكومة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه التظاهرات تمثل أوسع موجة غضب داخلي ضد حكومة نتنياهو منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، خاصةً بعد فشل الحكومة في تحقيق أهدافها المعلنة وعلى رأسها تحرير الأسرى وتدمير بنية حركة حماس.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، يطرح تساؤل جوهري في الشارع الإسرائيلي: هل تكون صفقة الأسرى هي الورقة الأخيرة التي قد تنهي الحرب وتسقط نتنياهو؟ أم أن الحكومة ماضية في التصعيد رغم المعارضة الداخلية المتزايدة؟.