في تصعيد جديد للخطاب الحربي الإسرائيلي، أكد وزير الطاقة في حكومة الاحتلال إيلي كوهين، اليوم الثلاثاء، أن قطاع غزة لن يعرف التهدئة أو الهدنة، مشدداً على أن تل أبيب ستمضي قدماً في خطتها الرامية إلى تجريد القطاع بالكامل من السلاح، في إشارة إلى نية واضحة لإلغاء أي ملامح للسيادة الفلسطينية على الأرض وسط استمرار الحرب التي تدخل شهرها الثامن.
وجاءت تصريحات كوهين، التي نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، لتكرس الموقف الإسرائيلي الرسمي الرافض لأي مقترحات لوقف إطلاق النار، في ظل ما تعتبره القيادة الإسرائيلية "فرصة" لإنهاء المقاومة الفلسطينية، والضغط لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.
اقرأ أيضًا:
- بيان شديد اللهجة من فرنسا ضد خطة إعادة احتلال غزة.. ماذا جاء فيه؟
- عملية مكثفة في غزة.. نتنياهو يكشف عن خطة جديدة لنقل سكان القطاع
تهديدات تتجاوز غزة
لم يكتف وزير الطاقة الإسرائيلي بالتصعيد داخل حدود غزة، بل ذهب أبعد من ذلك، باتهام مباشر لطهران بدعم كافة الجبهات المعادية لتل أبيب في المنطقة، وقال كوهين إن الهجمات الجوية لا يجب أن تقتصر على الحوثيين فقط، معتبراً أن إيران هي من تقف وراء كل شيء، ويجب أن تدفع الثمن، في تلويح علني بإمكانية توسيع رقعة الصراع إلى جبهات إقليمية أوسع.
ويأتي هذا الاتهام في سياق تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران خصوصاً بعد تزايد الضربات المتبادلة بين الجانبين سواء في سوريا أو عبر البحر الأحمر، ويدخل ضمن الرؤية الإسرائيلية التي تعتبر طهران "العقل المدبر" لما تسميه تل أبيب "محور الشر" الذي يضم "حماس" و"حزب الله" و"الحوثيين".
لا نهاية للحرب
من جانبه، أطلق وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، تصريحات أكثر تطرفاً، إذ دعا إلى مواصلة الحرب في غزة حتى تحقيق "النصر الكامل"، مشيراً إلى أن هذه الطريقة وحدها تمكن إسرائيل من استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
ويعد بن غفير من أبرز الداعين إلى استخدام القوة المفرطة في غزة، وهو أحد رموز اليمين الإسرائيلي المتشدد الذي يرفض أي حلول سياسية أو تفاوضية للصراع.
ضوء أخضر أمريكي
وفي تطور لافت يكشف عن دعم أمريكي متجدد للعمليات الإسرائيلية، كشف موقع "أكسيوس" نقلاً عن مصادر إسرائيلية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد منح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حرية كاملة في اتخاذ القرار بشأن العمليات في غزة، وذلك بما يراه مناسباً للمصالح الأمنية الإسرائيلية.
وبحسب مسؤولين من كلا الجانبين، فإن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو تهدئة قد وصلت إلى طريق مسدود، بينما تتدهور الأوضاع في القطاع بشكل كارثي يوماً بعد يوم، وسط استمرار المجازر ونزوح مئات الآلاف من المدنيين في ظل غياب أي أفق سياسي واضح أو ضغط دولي فاعل.