في ظل تفاقم التوترات الأمنية في إسرائيل وتزايد المخاوف من التصعيد العسكري، أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية (British Airways) عن تعليق جميع رحلاتها إلى مطار بن غوريون في تل أبيب حتى منتصف شهر يونيو المقبل، وهو ما يعكس تنامي القلق الدولي من استقرار الوضع الأمني في المنطقة، ويعد ضربة إضافية لصناعة الطيران الإسرائيلية التي كانت بالكاد بدأت بالتعافي بعد فترات طويلة من الركود.
اقرأ أيضًا:
- واشنطن تضغط على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لتنفيذ خطة إسرائيلية مثيرة للجدل
- فضيحة داخل الجيش الإسرائيلي.. تحرش وطعن داخل وحدة المدفعية
مخاوف أمنية
وأكدت صحيفة "جلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية أن القرار البريطاني جاء وسط موجة من مراجعات دقيقة تجريها شركات الطيران العالمية بشأن جداول رحلاتها المتجهة إلى إسرائيل، وذلك بعد تصاعد المخاوف من تعرض حركة الملاحة الجوية لأخطار مباشرة، لا سيما عقب استهداف مطار بن غوريون بصاروخ أطلقه الحوثيون يوم الأحد الماضي.
وقد تسبب الهجوم في حالة من الشلل المؤقت والتراجع الملحوظ في ثقة شركات الطيران الأجنبية بإمكانية استمرار رحلاتها بشكل آمن في الأجواء الإسرائيلية.
وكان شهر أبريل الماضي قد شهد طفرة غير مسبوقة في حركة الطيران بمطار بن غوريون، حيث اقتربت معدلات الرحلات من مستويات ما قبل الأزمات، ما أعطى انطباعًا ببدء تعافي القطاع الجوي في إسرائيل. غير أن هذا التقدم لم يدم طويلًا، حيث سرعان ما أطاحت به التطورات الأخيرة، لتعود حالة الارتباك وعدم التوازن إلى صناعة الطيران الإسرائيلية من جديد.
ضعف الإدارة الإسرائيلية
وفي ضوء انسحاب العديد من شركات الطيران الأجنبية أو تقليصها لعدد الرحلات بشكل مؤقت، اتجهت شركات الطيران الإسرائيلية المحلية إلى زيادة رحلاتها الجوية، بهدف تعويض العجز المفاجئ في النقل الجوي، وأيضًا لتسهيل عودة الإسرائيليين العالقين في الخارج بعد تعليق الرحلات من قبل عدة شركات أوروبية.
وتعكس هذه التحركات حجم التحديات التي تواجهها السلطات الإسرائيلية في الحفاظ على استمرارية قطاع الطيران في ظل التطورات الأمنية، كما تبرز هشاشة البنية اللوجستية الإسرائيلية أمام التهديدات الخارجية، وهو ما قد يدفع مزيدًا من شركات الطيران إلى اتخاذ قرارات مماثلة، ما لم تستقر الأوضاع على المدى القريب.
