في تصعيد جديد ضمن العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، عن تجنيد لواءين إضافيين من قوات الاحتياط، أحدهما من المشاة والآخر من المدرعات، بهدف دعم وتوسيع ما تعرف بعملية "عربات جدعون".
ويرفع هذا التطور عدد ألوية الاحتياط المجندة حتى الآن إلى خمسة ألوية، بحسب ما أكدته الإذاعة الرسمية للجيش.
وبحسب التفاصيل التي أوردتها الإذاعة، فإن آلاف الجنود تم استدعاؤهم خلال الأيام القليلة الماضية من وحدات الاحتياط، لكنهم لا يزالون يمثلون جزءًا صغيرًا نسبيًا من منظومة الاحتياط الشاملة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي.
وقد علقت الإذاعة على هذا الأمر بالقول إن المرحلة الأولى من العملية العسكرية في غزة ما تزال تعتمد أساسًا على القوات النظامية، على أن يتم التوسع تدريجياً لاحقاً من خلال الزج بقوات إضافية من الاحتياط حسب الحاجة والتطورات الميدانية.
اقرأ أيضًا:
- تصعيد ميداني في خانيونس: القسام تنفذ سلسلة كمائن وتكبد جيش الاحتلال خسائر متلاحقة
- بعد قرار توسيع الحرب.. 3 سيناريوهات أمام المقاومة لمواجهة جيش الاحتلال
إعادة توزيع القوات
وكشف التقرير أن ثلاثة فقط من الألوية الاحتياطية سوف تشارك مباشرة في العملية البرية داخل قطاع غزة، في حين تم نشر الألوية الأخرى على جبهات خارجية مختلفة، على سبيل المثال، تم إرسال لواء المدرعات 8 ليحل محل اللواء النظامي المدرع 7 في جنوب لبنان، بينما نقل لواء ألكسندروني الاحتياطي إلى الحدود السورية بدلًا من لواء المظليين النظامي.
وفي نفس السياق، تم استبدال لواء "غفعاتي" النظامي المتمركز في محور رفح بلواء احتياطي من نفس التشكيل، وذلك لتمكين القوات النظامية من إجراء التدريبات والاستعداد للتوغل البري الواسع داخل القطاع.
كما تشهد الضفة الغربية تغييرات مماثلة، حيث يتم استبدال وحدات "ناحال" و"كفير" النظامية بوحدات احتياطية في عملية استبدال شبه كاملة تهدف لإعادة توزيع الموارد البشرية بشكل يعكس أولويات القيادة العسكرية.
استدعاء مطول وغير مسبوق
أفادت الإذاعة أن الجنود المستدعين من قوات الاحتياط قد طُلب منهم الاستعداد لفترة خدمة قد تمتد إلى 100 يوم، في تجاوز واضح للتعهدات السابقة التي حددت سقف التجنيد الاحتياطي بـ 70 يومًا فقط.
وتحدثت تقارير عن احتمالية تمديد إضافي يصل إلى 100 يوم أخرى لبعض الوحدات، لا سيما تلك المنتشرة في المناطق الحدودية المتوترة كجبهة الجنوب اللبناني.
وأثار هذا التطور حالة من القلق والاستياء داخل صفوف الاحتياط، حيث حذر بعض القادة من أن استمرار العمليات لفترة طويلة سيؤدي إلى انخفاض في المعنويات وزيادة الضغط النفسي والاجتماعي على الجنود وعائلاتهم.
تضليل في أرقام الاستجابة
وفيما يتعلق بنسبة الاستجابة للاستدعاء، رفض الجيش حتى الآن الإفصاح عن الأرقام الرسمية، لكن مصادر عسكرية مطلعة نقلت لإذاعة الجيش أن الأمور ما زالت تحت السيطرة ولا توجد أزمة كبيرة حتى اللحظة، رغم الإقرار بوجود ضغوط كبيرة على منظومة التجنيد والاحتياط.
إلا أن التقرير أشار إلى أن الطريقة المعتمدة لاحتساب نسب الاستجابة مضللة، حيث يحسب فقط من تلقوا أوامر استدعاء رسمية، بينما لا تدخل في الحسبان أسماء من رفضوا الخدمة بشكل مسبق أو أبلغوا بعدم رغبتهم بالمشاركة.
كما يتم احتساب من يشاركون جزئيًا أو يداومون فقط خلال عطلات نهاية الأسبوع ضمن فئة "المستجيبين"، ما يجعل الأرقام غير دقيقة وتعطي صورة إيجابية أكثر مما هو موجود فعليًا.
وفي إحدى الكتائب التي لا تشارك حاليًا في العمليات داخل غزة، قرر قائد الوحدة اعتماد نظام مناوبة أسبوعية لنصف أفراد الكتيبة فقط، بهدف الحفاظ على الحد الأدنى من الجاهزية في ظل نقص الاستجابة.
فجوات ميدانية تهدد بالشلل
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن بعض وحدات الاحتياط المنتشرة خارج قطاع غزة تعاني من نقص حاد في الأفراد، مما أثر على انتشارها الميداني، ففي إحدى الكتائب، لم تتمكن القوات من الحفاظ إلا على نقطتي تمركز من أصل أربع نقاط أساسية نتيجة غياب نصف قوام الكتيبة، وهو ما يشير إلى خلل واضح في التوزيع الميداني وتهديد مباشر لقدرات السيطرة والجاهزية العملياتية.