أكد حسين الشيخ، نائب رئيس السلطة الفلسطينية، في مقابلة تلفزيونية مع قناة "العربية"، على ضرورة أن تراجع حركة حماس سياساتها إذا ما أرادت أن تصبح جزءًا فاعلًا في النظام السياسي الفلسطيني، مشددًا في الوقت نفسه على مطلب محوري يتمثل في تخلي الحركة عن سلاحها بشكل نهائي.
وقال الشيخ: "إذا كانت حماس تطمح إلى أن تكون ضمن الإطار السياسي الشرعي للشعب الفلسطيني، فعليها أن تقبل بسلطة واحدة وشرعية واحدة وسلاح واحد، وهذا هو الأساس الذي نتحرك من خلاله".
اتصالات مع حماس
وأوضح الشيخ أن الاتصالات مع حماس لم تتوقف، وأن هناك حوارًا جاريًا معها في هذه المرحلة، لكنه حوار محكوم بشروط واضحة تتعلق بوحدة القرار الفلسطيني والمؤسسات الوطنية.
اقرأ أيضًا:
- قبل زيارة ترامب.. حسين الشيخ ووزير الخارجية القطري ييحثان ملفات مصيرية
- تفاصيل اجتماع حسين الشيخ مع وزير الخارجية المصري
ولفت إلى أنه لا يمكن تجاهل حماس باعتبارها جزءًا من النسيج الفلسطيني، مؤكدًا: "حماس جزء من شعبنا، ولا أحد يسعى لإقصائها من الحياة السياسية، لكن عليها أن تلتزم بالقواعد الوطنية الجامعة".
وفي إطار حديثه عن الرؤية الفلسطينية الشاملة، شدد الشيخ على أن البندقية الفلسطينية يجب أن تكون مسيسة ومضبوطة ولا تطلق النار عبثًا، بل وفق قرار سياسي موحّد"، معبرًا عن قناعته بأن "المقاومة الشعبية السلمية" هي السبيل الأفضل في الوقت الراهن لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وليست المواجهة المسلحة التي تؤدي فقط إلى استنزاف الداخل الفلسطيني دون تحقيق نتائج استراتيجية.
وفي سياق العلاقة مع إسرائيل، أقر الشيخ بأن المفاوضات ما تزال مستمرة من أجل تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي الوقت نفسه لم يخفي الشيخ حالة الجمود السياسي واصفًا العلاقة مع الجانب الإسرائيلي بأنها "شبه ميتة"، ومؤكدًا أنه لا يوجد في إسرائيل شريك حقيقي يمكن التعويل عليه لتحقيق السلام العادل والشامل.
مستقبل غزة
وبخصوص الدور الأمريكي، قال الشيخ إن الولايات المتحدة حتى اللحظة لا تمتلك تصورًا واضحًا بخصوص مستقبل قطاع غزة أو الشكل النهائي للدولة الفلسطينية، لكنه عاد ليؤكد أن أميركا تظل الجهة الوحيدة القادرة على الضغط الجدي على إسرائيل لوقف الحرب، إذا أرادت ذلك بصدق.
كما شدد على أن الأولوية لدى القيادة الفلسطينية حاليًا هي تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه، مهما كانت التحديات، أما عن ملف الانتخابات، فقد أعلن الشيخ أن السلطة الفلسطينية لا تمانع إطلاقًا في إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، بل وترحب بها، لكنه أوضح في المقابل أن الظروف الحالية، من حيث الانقسام والتعقيدات الأمنية والسياسية، غير مهيأة لإجراء انتخابات حقيقية تعبر عن إرادة الناس".
وطمأن الشيخ أن الرئيس القادم سيكون منتخبًا حسب ما ينص عليه الدستور، مؤكدًا أن حركة فتح لا تخشى نتائج الانتخابات، وأنها تفتح الباب لمشاركة وطنية واسعة.
تشكيل مجلس وطني
وعن الخلافات داخل حركة فتح ومنظمة التحرير، اعتبر الشيخ أنها أمر طبيعي يحدث في كل الأطر السياسية، داعيًا إلى حماية المنظمة من الانقسامات وتعزيز حضورها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
وأوضح أن هناك جدية في بحث تشكيل مجلس وطني جديد يضمن تمثيل الجميع، مشددًا على أن هناك ثوابت وطنية وخطوطًا حمراء لا يمكن لأي طرف تجاوزها.
الدور السعودي
وفي ما يتعلق بالدور السعودي، أثنى الشيخ على موقف المملكة العربية السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، معتبرًا أن القيادة السعودية أكدت تمسكها بعدم إقامة أي علاقة مع إسرائيل قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وكشف الشيخ أنه بحث في السعودية خطوات التحضير لعقد مؤتمر دولي للسلام، إضافة إلى التنسيق حول الجهة التي ينبغي أن تتولى إدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة.
وأشاد الشيخ بموقف ولي العهد، قائلاً: "ولي العهد أكد أن القضية الفلسطينية هي قضية كل مواطن سعودي، وأن المملكة ستظل داعمة لصمود شعبنا حتى نيل كامل حقوقه المشروعة"، وختم بالقول إن السعودية تبقى ركيزة أساسية في أي مشروع سياسي يستهدف حل القضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية.