بضغط دولي وأمريكي: إسرائيل تستأنف إدخال المساعدات لغزة اليوم.. وهذا عدد الشاحنات

دخول المساعدات إلى غزة
دخول المساعدات إلى غزة

في تطور جديد يعكس حجم الضغوط السياسية والإنسانية المتراكمة، أعلنت إسرائيل، اليوم الإثنين، عن استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك عقب مصادقة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية (الكابينيت) على القرار في ساعة متأخرة من الليل، تحت ضغط دولي متصاعد خاصة من الولايات المتحدة، بسبب تفاقم المجاعة وانهيار الأوضاع المعيشية في القطاع المحاصر.

دخول أولى الشاحنات الإغاثية

وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم عن السماح بعبور 9 شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ أسابيع من الحصار المشدد والتصعيد العسكري المستمر.

اقرأ أيضًا:

وأوضح البيان العسكري أن هذه الشاحنات تتجه مباشرة إلى مخازن الجمعيات والمؤسسات الإغاثية داخل القطاع، حيث ستتولى المنظمات الدولية المعنية مسؤولية فرزها وتوزيعها على الأسر الأكثر تضررًا واحتياجًا، في ظل الانهيار شبه الكامل لمنظومة الخدمات الأساسية داخل غزة.

يأتي هذا التطور في وقت تصاعدت فيه مطالبات منظمات الإغاثة الدولية لتسهيل وصول المساعدات إلى غزة، خاصة بعد التقارير التي تؤكد أن القطاع يواجه مجاعة حقيقية تهدد حياة مئات الآلاف من السكان، وسط نقص حاد في الغذاء، والماء، والدواء، وتفشي الأمراض الناتجة عن سوء التغذية وتدهور النظافة العامة.

ورغم إدخال هذه الشاحنات التسع، إلا أن مراقبين يرون أن الخطوة لا تزال محدودة ولا تفي بحجم الحاجة الكارثية التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في ظروف مأساوية.

ترقب لمزيد من المساعدات

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الساعات القادمة قد تشهد دخول دفعات إضافية من المساعدات ضمن ما وصفته بـ"الجهود الدولية المستمرة" لتأمين أبسط الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، إلا أن هذه التصريحات تفتقر إلى جدول زمني واضح، ما يترك مصير آلاف الأسر الغزية عالقًا بين الوعود والانتظار.

اللافت في الأمر أن قرار استئناف إدخال المساعدات لم يخضع للتصويت داخل الكابينيت، في إشارة إلى وجود توافق اضطراري فرضته ظروف داخلية وخارجية. 

وكانت التهديدات التي أطلقها عدد من الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو بالانسحاب من الحكومة في حال تم السماح بإدخال مساعدات إلى غزة، قد ألقي بها جانبًا، ووصفت لاحقًا بأنها مجرد "تهديدات غير جدّية"، بحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، بينها هيئة البث العامة "كان".

ونقلت مصادر إعلامية إسرائيلية عن مسؤولين مطلعين أن القرار جاء نتيجة ضغوط مباشرة مارستها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، التي حذرت من التبعات الإنسانية والأخلاقية لاستمرار الحصار في ظل تقارير مؤكدة عن وقوع وفيات بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال وكبار السن.

وأكدت هذه المصادر أن إسرائيل كانت أمام خيارين: إما مواجهة موجة انتقادات دولية وتحركات محتملة في المحافل الحقوقية، أو السماح بدخول الإغاثة دون تأخير.

نتنياهو يربط المساعدات بـ"الأهداف العسكرية"

في محاولة لتبرير القرار أمام الأوساط اليمينية داخل حكومته، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا قال فيه إن إدخال المساعدات جاء "بناء على توصية الجيش الإسرائيلي"، وضمن ما وصفه بـ"حاجة عملياتية" لتمكين استمرار المعارك المكثفة ضد حركة حماس.

وأضاف نتنياهو أن "تقديم كميات أساسية من الغذاء يهدف إلى الحيلولة دون تفاقم أزمة الجوع في غزة"، ملوحًا بأن ذلك لا يعني تخفيفًا من وتيرة العمليات العسكرية، بل العكس، هو شرط لاستمرارها دون كلفة إنسانية يصعب السيطرة عليها دوليًا.

عرب 48