تعقيدات تؤجل الحسم.. مبادرة أمريكية جديدة لإنهاء الحرب في غزة وهذا موقف حماس وإسرائيل 

الحرب في غزة
الحرب في غزة

في تطور دبلوماسي جديد يعكس حجم التعقيد في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، كشفت تقارير صحفية إسرائيلية عن تقديم مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مقترحًا محدثًا للطرفين بهدف التوصل إلى اتفاق يتضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى المقاومة، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

لكن في المقابل، تواصل حماس تمسكها بموقفها الثابت، والذي يشترط إنهاء الحرب بشكل كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، قبل الدخول في أي تسوية.

اقرأ أيضًا:

مقترح أميركي جديد

ووفقًا لما نقلته صحيفة جيروسالم بوست عن مسؤول إسرائيلي رفيع ومصدر مطّلع على تفاصيل المقترح، فإن ويتكوف يمارس ضغوطًا مكثفة على الطرفين – الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس – من أجل قبول الصيغة الأميركية المعدّلة، والتي وضعت لتقريب وجهات النظر وفتح باب التفاهمات على مراحل.

ورغم وجود فرق تفاوضية من الجانبين في العاصمة القطرية الدوحة، إلا أن المحادثات حول هذا المقترح تجرى حاليًا عبر قنوات خلفية غير رسمية، كان لها دور محوري في الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر قبل أيام، وفق ما أكدته الصحيفة.

خيبة أمل حماس

وبحسب مصادر مطلعة، فإن قيادة حماس شعرت بخيبة أمل من رد الفعل الأميركي عقب إطلاق سراح ألكسندر، حيث كانت تأمل في أن تشكل تلك المبادرة نقطة تحول إيجابية في موقف واشنطن تجاه الحركة، إلا أن الاستجابة الأميركية لم تكن على مستوى التوقعات، مما زاد من توجس حماس إزاء جدية المقترحات المطروحة.

وتدور المحادثات الجديدة بقيادة ويتكوف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، إلى جانب قيادة حماس في الدوحة، وذلك عبر قناة غير مباشرة يديرها رجل الأعمال الأميركي من أصل فلسطيني بشارة بحبح، الذي يلعب دور الوسيط في التواصل بين الطرفين.

وتأتي هذه التحركات السياسية في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي عن تصعيد عملياته العسكرية ضد غزة، بالتزامن مع موافقة نتنياهو على استئناف جزئي لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بعد أكثر من شهرين من الحصار الكامل، في خطوة وصفت بأنها نتيجة لضغوط أميركية ودولية لمنع حدوث مجاعة واسعة النطاق.

تفاصيل المقترح الأميركي الجديد

ويحمل المقترح الأميركي بعض التشابه مع مبادرات سابقة، لكنه يتضمن بنودًا محدثة تعكس محاولة لتجاوز العقبات التي أفشلت المحاولات السابقة.

وبحسب المصادر الإسرائيلية، ينص المقترح على إطلاق سراح 10 رهائن أحياء، بالإضافة إلى تسليم جثامين نحو 15 رهينة متوفى، مقابل وقف إطلاق نار مؤقت يتراوح بين 45 إلى 60 يومًا، وإفراج متبادل عن الأسرى الفلسطينيين.

غير أن التعديلات الجديدة تضيف أبعادًا سياسية مهمة، إذ تشير إلى أن وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى سيكونان بداية لمسار أوسع قد يؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، في محاولة لإعطاء حماس ضمانات بأن نتنياهو لن ينفرد بإعادة التصعيد بعد انتهاء الهدنة المؤقتة.

وقال مصدر مطلع على سير المفاوضات إن جوهر المبادرة هو إقناع حماس بالدخول في اتفاق جزئي الآن، على أمل أن يقود ذلك إلى إنهاء الحرب لاحقًا، ضمن إطار دولي أوسع.

ردود متباينة

ووفق ما نقلته الصحيفة، فإن نتنياهو قدم ردًا "إيجابيًا من حيث المبدأ"، لكنه اشترط عدة تحفظات على الصيغة المطروحة، أما حركة حماس، فلم تقدم بعد ردًا نهائيًا، لكنها تشترط بوضوح التزامًا خطيًا ومضمونًا بأن وقف إطلاق النار المؤقت سيترجم فعليًا إلى إنهاء شامل للحرب، لا مجرد تهدئة قابلة للخرق في أي لحظة.

وأفادت تقارير أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمارس ضغوطًا متزايدة على إسرائيل لمنع تنفيذ أي عملية عسكرية واسعة النطاق داخل القطاع في هذه المرحلة، وتدفع في المقابل نحو تسريع وتيرة التفاهمات بشأن الرهائن، إلى جانب تسهيل دخول المساعدات الإنسانية للحد من تداعيات المجاعة الكارثية.

وفيما تتجه الأنظار إلى الدوحة، أكد مصدر إسرائيلي أن الاجتماعات الأخيرة التي شهدتها العاصمة القطرية لم تكن سوى ترتيبات تمهيدية، مشددًا على أن "المفاوضات الحقيقية لا تجري هناك حاليًا، وإذا تم التوافق على مبادئ مقترح ويتكوف، فستنقل النقاشات التفصيلية إلى الدوحة لاحقًا".

حماس تنفي

في المقابل، نفى القيادي البارز في حماس، سامي أبو زهري، ما تم تداوله بشأن موافقة الحركة على صفقة تتضمن الإفراج عن 9 رهائن إسرائيليين مقابل هدنة لمدة شهرين، مؤكدًا أن أي اتفاق لا يشمل وقفًا شاملًا ودائمًا للعدوان وانسحابًا كاملاً للجيش الإسرائيلي من غزة هو مرفوض جملة وتفصيلًا.

وفي بيان صدر مساء الأحد، وصف أبو زهري التقارير المتداولة بأنها مزيفة وتهدف إلى إرباك الساحة الداخلية والضغط على المقاومة، مشيرًا إلى أن تسليم الرهينة ألكسندر كان مبادرة حسن نية لإثبات الجدية في الوصول إلى اتفاق شامل، لكن الولايات المتحدة – على حد تعبيره – لم تتجاوب إيجابيًا مع المبادرة.

وأكد أبو زهري أن حماس على استعداد للإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، شرط التزام إسرائيل بوقف العدوان بشكل كامل، وضمان تنفيذ الاتفاق بوساطة ورقابة دولية موثوقة.

سكاي نيوز