استراتيجية أمريكية جديدة بقيادة ترامب للتفاوض مع حماس.. وهذا شرط إنهاء الحرب 

ويتكوف
ويتكوف

كشف تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي عن تحول جوهري في مقاربة الولايات المتحدة تجاه الحرب في غزة، حيث قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التخلي عن أسلوب الصفقات الجزئية مع حركة "حماس" لصالح خطة شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب دفعة واحدة، والإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة. 

وجاء هذا التحول عبر تصريحات مباشرة من مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، خلال اجتماعه المطول في تل أبيب مع عشرات من عائلات الرهائن.

استراتيجية أمريكية جديدة

وقال ويتكوف، الذي لعب دوراً محورياً في الوساطة التي أفضت إلى إطلاق 33 رهينة في يناير الماضي، للعائلات إن ترامب لم يعد يؤمن بالنهج التدريجي، وأنه بات يعتبر أن الكل أو لا شيء هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وتحقيق نتائج حاسمة. 

وأضاف ويتكوف أن خطة متكاملة قيد الإعداد حاليًا، وهي تستهدف إعادة كل الرهائن الأحياء دفعة واحدة، بالتوازي مع وقف إطلاق نار نهائي، في إطار تسوية أشمل تتضمن نزع سلاح حماس.

اعتراف بفشل النهج السابق

بحسب ما نقله "أكسيوس" عن مصادر حضرت الاجتماع، فإن ويتكوف تحدث بصراحة عن فشل النموذج الذي اتبعته الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الأشهر الستة الماضية، والذي اعتمد على اتفاقات جزئية متفرقة وغير مكتملة، وأشار إلى أن هذا النهج لم يحقق أي نتائج تذكر، خاصة بعد أن تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدمًا في المرحلة الثانية من الاتفاق السابق، واستأنف العمليات العسكرية بشكل منفرد في مارس الماضي.

وأكد الموقع أن البيت الأبيض بدأ يشعر بالإحباط من مماطلة الحكومة الإسرائيلية، وخاصة من رغبة نتنياهو في إبقاء الحرب مستمرة لخدمة أهدافه السياسية الداخلية، وعلى الرغم من أن ترامب أبدى سابقًا بعض الدعم لتكتيك نتنياهو، فإن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ألمح مؤخرًا إلى أن الوقت قد حان لتغيير المسار نحو تسوية كاملة، تتضمن إنهاء الحرب وإطلاق سراح كل الرهائن.

نزع سلاح حماس

خلال الاجتماع مع العائلات، أوضح ويتكوف أن الإدارة الأمريكية ترى في نزع سلاح حركة حماس شرطًا لا غنى عنه لأي اتفاق قادم، وأشار إلى أن الحركة أبدت استعداداً مبدئياً لذلك في بعض المفاوضات، بل إن بعض الحكومات العربية بدأت تضغط على حماس لقبول هذا المطلب.

لكن في المقابل، ردت حماس عبر تصريحات إعلامية أكدت فيها أن موضوع نزع السلاح "غير مطروح للنقاش" قبل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وشددت الحركة على أن تصريحات ويتكوف تعبر عن انحياز أمريكي صارخ لإسرائيل، ولا تراعي متطلبات الحل العادل للقضية الفلسطينية.

وفي سياق متصل، قال مسؤول إسرائيلي رفيع إن النقاشات مع واشنطن تشهد تطوراً نحو صيغة جديدة، تقوم على إطلاق سراح كل الرهائن ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وربما تفريغ قطاع غزة من الأسلحة بالكامل، لكنه أشار إلى أن القرار النهائي بشأن هذا التحول لم يتخذ بعد.

اتفاق جزئي لا يزال مطروحاً

رغم التحولات في الرؤية الأمريكية، كشف مسؤولون مطلعون أن الاتفاق الجزئي الذي يشمل هدنة مدتها 60 يومًا مقابل الإفراج عن 10 رهائن أحياء و18 من المتوفين، لا يزال على الطاولة، ولم يتم سحبه رسميًا، وقال مسؤول إسرائيلي إن الطرفين في مرحلة دقيقة، وحماس لم تحسم موقفها بعد، لكن الأجواء قد تتغير قريبًا.

ويواصل مبعوثو ترامب مناقشة هذا الطرح مع نتنياهو، في وقت تزداد فيه الضغوط المحلية والدولية على الحكومة الإسرائيلية، مع تزايد الغضب الشعبي داخل إسرائيل، خاصة من ذوي الرهائن الذين يشعرون بالإحباط من استمرار القتال دون نتائج ملموسة.

وكالات