كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسار تفاوضي غير مألوف تقوده واشنطن حالياً عبر قنوات خلفية بين الإدارة الأمريكية وحركة حماس، في محاولة للتهدئة واحتواء التصعيد المتفاقم في قطاع غزة.
ووفقاً لما نقله رامي جبر، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة الأمريكية، فإن رجل الأعمال الأمريكي من أصول فلسطينية بشارة بحبح، يتصدر هذا الدور الحساس كمبعوث غير رسمي للبيت الأبيض.
اقرأ أيضًا:
- مأزق سياسي وعسكري يعيق التقدم.. من السبب وراء إفشال مفاوضات الدوحة؟
- حماس تكشف عن آخر مستجدات مفاوضات غزة في الدوحة (تفاصيل)
إحباط عميق
وأوضح جبر، خلال مداخلة مع الإعلامي رعد عبدالمجيد على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووفقاً لمصادر داخل البيت الأبيض أوردتها "سي إن إن"، يعيش حالة من الإحباط العميق جراء الصور المؤلمة لأطفال غزة الجائعين، والتي أثارت ضجة واسعة داخل المجتمع الأمريكي.
ويأتي ذلك بالتوازي مع حالة استياء لدى ترامب من تعثر المفاوضات، التي يرى أن إسرائيل تسعى لعرقلتها بهدف كسب مزيد من الوقت لتوسيع العملية العسكرية على الأرض.
ووسط هذا الجمود، قررت الإدارة الأمريكية، وبشكل شبه مباشر، تكثيف جهودها التفاوضية عبر قناة خلفية جديدة يقودها بشارة بحبح، الذي يوجد حالياً في العاصمة القطرية الدوحة حيث يواصل لقاءاته مع قيادات حماس.
وبحسب التقارير، فإن هذه الخطوة تعكس رغبة أمريكية في إعادة تحريك المياه الراكدة، خاصة أن الوسطاء التقليديين، أي مصر وقطر، لم يحققوا تقدماً كافياً لوقف التصعيد.
دور بشارة بحبح
المثير في الأمر، حسب مراسل "القاهرة الإخبارية"، أن بحبح ليس جديداً على هذا المضمار، إذ سبق له أن لعب دوراً محورياً في صفقة الإفراج عن الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر، حيث نجح في كسب ثقة حركة حماس والتأثير على قراراتها في لحظات تفاوضية حرجة.
ويبدو أن هذا النجاح السابق هو ما دفع ترامب لإعادة تفعيل هذا المسار، ووضع ثقته مجدداً في رجل الأعمال الفلسطيني.
وأشار جبر إلى أن حركة حماس، وعلى الرغم من تمسكها بشروطها تسعى في الوقت الراهن لتقديم مبادرة إيجابية تظهر نوايا مرنة تجاه إدارة ترامب، وهو ما أسهم في تسهيل عملية الإفراج السابقة عن ألكسندر.
ويعتقد مراقبون أن هذه المبادرة، وإن كانت رمزية، قد تمهد لمفاوضات أكثر جدية في الفترة القادمة، خصوصاً في ظل الضغوط الإنسانية المتصاعدة على القطاع والتداعيات السياسية على الساحة الأمريكية.
