في ظل الجمود المستمر في مفاوضات تبادل الرهائن والهدنة، كشفت مصادر مطلعة لقناة i24NEWS، اليوم الأحد، أن الإدارة الأميركية طلبت مؤخرًا من إسرائيل تأجيل العملية العسكرية الواسعة المقررة في قطاع غزة، بهدف إفساح المجال أمام استكمال المسار التفاوضي الجاري بوساطة قطرية.
ويأتي هذا الطلب في إطار محاولة أمريكية لاحتواء التصعيد وتقديم فرصة أخيرة لإنجاح جهود إطلاق سراح المختطفين لدى حركة حماس.
اقرأ أيضًا:
- "الحرية لفلسطين".. من هو إلياس رودريغيز منفذ حادث السفارة الإسرائيلية في واشنطن؟
- صدمة رسمية وإجراءات عاجلة.. هجوم واشنطن يثير ردود فعل إسرائيلية غاضبة
تفاصيل الطلب الأمريكي
وفقًا للمصدرين المطلعين على التفاصيل، فإن الطلب الأميركي تضمن شقين أساسيين:
- أولًا، تأجيل المناورة العسكرية الشاملة التي يخطط الجيش الإسرائيلي لتنفيذها في القطاع، والتي تهدف إلى السيطرة على مزيد من الأراضي داخل غزة.
- ثانيًا، السماح باستمرار المفاوضات القائمة في الدوحة، بالتوازي مع أي نشاط ميداني محدود، إلى حين التوصل إلى صيغة قابلة للتطبيق بشأن صفقة الرهائن.
إلا أن الجانب الإسرائيلي، بحسب التقارير، أبلغ واشنطن بوضوح أن أي تحرك ميداني جديد في غزة سيكون غير قابل للتراجع حتى في حال نجاح المفاوضات، وأكدت إسرائيل أن الجيش لن ينسحب من أي مواقع يسيطر عليها ميدانيًا، ولو جاءت كجزء من صفقة تبادل أو اتفاق سياسي، ما يعني أن وقف إطلاق النار سيصبح أكثر تعقيدًا فور بدء العملية.
“قوة ساحقة” وخطة تهجير
وفي تصريح يعكس الإصرار الإسرائيلي على التصعيد، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس قبل أيام: "منذ اللحظة التي تبدأ فيها المناورة، سنعمل بقوة كبيرة، ولن نتوقف حتى تحقيق جميع الأهداف، بما في ذلك تنفيذ خطة التهجير الطوعي لسكان غزة."
وينظر إلى هذه التصريحات على أنها تمثل موقفًا متشددًا لا يترك مجالًا كبيرًا للمناورة السياسية، بل يعكس توجهًا نحو فرض أمر واقع جديد داخل القطاع.
نتنياهو يلمح إلى هدنة مؤقتة
من جانبه، لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، إلى إمكانية قبول وقف مؤقت لإطلاق النار، بشرط أن يستخدم فقط من أجل استعادة المختطفين، حيث قال: "إذا أتيحت فرصة لوقف إطلاق نار مؤقت لإعادة الرهائن، فنحن مستعدون لذلك."
لكن هذا التصريح لم يترجم على أرض الواقع بأي خطوات إيجابية، بل تلاه قرار مفاجئ من الحكومة الإسرائيلية بإعادة وفدها المفاوض من الدوحة، في ظل ما وصفته بـ"تعنت حماس".
العقدة الكبرى
وفقًا للتسريبات، فإن العقدة الأساسية التي عطلت التقدم هي إصرار حماس على الحصول على ضمانات أميركية بإنهاء الحرب بشكل نهائي، وهو ما ترفضه إسرائيل رفضًا قاطعًا، وتتمسك حكومة نتنياهو بخطة اقترحها مدير الموساد ديفيد برنياع والمعروفة بـ"خطة ويتكوف"، والتي تتضمن:
- إطلاق سراح عشرة رهائن كبادرة أولى.
- وقف إطلاق نار لمدة ستين يومًا، مع إمكانية تمديده في حال وجود تقدم في المفاوضات.
لكن وفق ما نقلته i24NEWS عن مصدر إسرائيلي، فإن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، مؤكدًا أنه لا توجد حاليًا أي خيارات أخرى مطروحة على الطاولة.
الولايات المتحدة تواصل الاتصالات عبر وسطاء
ورغم مغادرة الوفد الإسرائيلي العاصمة القطرية، إلا أن الإدارة الأميركية لم تتوقف عن محاولاتها لإحياء المحادثات، حيث لجأت واشنطن إلى استخدام قنوات غير رسمية، وبدأت تجري اتصالات مع حركة حماس عبر وساطة الدكتور بشارة بحبح، وهو ناشط سياسي أميركي من أصول عربية، وسبق له أن ترأس حملة "العرب الأميركيون من أجل ترامب".
ويعكس هذا التحرك قلقًا أميركيًا متزايدًا من انهيار فرص التهدئة بشكل كامل، خاصة في ظل تصاعد العمليات الميدانية وغياب أي أفق سياسي واضح، وهو ما يهدد ليس فقط مصير المختطفين، بل استقرار المنطقة بأسرها.