كشف تحقيق داخلي أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن سلسلة من الإخفاقات الجسيمة على مستوى القيادة والتخطيط العسكري خلال الساعات الأولى يوم عملية 7 اكتوبر التي شنتها حركة حماس، تحديدًا في محيط كيبوتس مفلاسيم، ومفترق شاعر هنيغف، والنصب التذكاري المعروف باسم "السهم الأسود".
وبحسب نتائج التحقيق التي أُعلن عنها، فإن الوحدات العسكرية الميدانية التي كانت متمركزة في تلك المناطق الحساسة لم تتلقى أي أوامر واضحة أو منظمة من قيادة المنطقة الشمالية أو من قيادة فرقة غزة، رغم أن اشتباكات عنيفة كانت قد اندلعت بالفعل مع مجموعات كبيرة من المسلحين الفلسطينيين الذين نجحوا في التوغل داخل الأراضي الإسرائيلية بأعداد ضخمة ومفاجئة.
اقرأ أيضًا:
- أسرار تكشف لأول مرة.. 22 لائحة اتهام تلاحق مقاتلي "النخبة" المشاركين بطوفان الأقصى
- أبو عبيدة: معركة "طوفان الأقصى" غيرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة
إخفاقات القيادة الإسرائيلية
وأكد التقرير أن القيادات الإسرائيلية العليا لم تكن تملك أي خطة مسبقة أو سيناريو معد سلفًا للتعامل مع توغل بري واسع النطاق من هذا النوع، وهو ما كشف ضعف الجاهزية العسكرية حتى في المناطق المحاذية لقطاع غزة، والتي يفترض أنها تحظى بأعلى درجات التأهب.
وبحسب التحقيق ذاته، فإن المقاتلين الفلسطينيين الذين شاركوا في الهجوم كانوا مزودين بمعدات عسكرية ومواد غذائية وأدوات لوجستية، مما يدل على أنهم دخلوا الأراضي الإسرائيلية وهم ينوون البقاء لفترة طويلة، وليس القيام بعملية خاطفة كما كان يعتقد في الساعات الأولى من الهجوم.
ولم تقتصر الإخفاقات على غياب التعليمات أو ضعف التخطيط، بل أشار التقرير أيضًا إلى أن وحدات الجيش فشلت في رصد الكمائن التي نصبها المسلحون على الطرقات الحيوية، لا سيما المحاور المؤدية إلى مراكز الاشتباك، ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود وإصابة آخرين، نتيجة دخولهم إلى مناطق مكشوفة من دون تأمين أو معلومات استخبارية كافية.
ثغرات خطيرة
كما تطرق التحقيق إلى ثغرات خطيرة في الانتشار العسكري، حيث لوحظ غياب كامل لقوات الاحتياط في محيط المناطق المستهدفة، رغم قربها الشديد من حدود غزة، وتحديدًا كيبوتس مفلاسيم، ما فاقم من عجز الجيش عن التصدي السريع للهجوم في ساعاته الحرجة.
ومن أبرز النتائج التي كشفها التحقيق، أن بعض المقاتلين الفلسطينيين حاولوا التسلل نحو قواعد تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بل وهناك دلائل على نيتهم الوصول إلى مناطق حيوية في وسط إسرائيل من خلال مسارات التفافية بعيدة عن الطرق الساحلية المعروفة، وهو ما أثار قلقًا بالغًا لدى دوائر الأمن القومي الإسرائيلي.
وخلال تلك المعارك العنيفة، أصيب اللواء رومان جوفمان، الذي كان حينها يشغل منصب قائد المركز الوطني للتدريب البري، ويعمل أيضًا كسكرتير عسكري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
كما أسفرت المواجهات عن مقتل وإصابة عدد كبير من عناصر الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك جنود من وحدات النخبة مثل "اليمام" (الوحدة الخاصة التابعة للشرطة)، "شاييطت 13" (وحدة الكوماندوز البحري)، "ماجلان" (وحدة استطلاع ميداني متقدم)، بالإضافة إلى عناصر من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك".