وسط تضارب الروايات.. حماس تعلن موقفها النهائي من "مقترح ويتكوف" ماذا عن تل أبيب؟

باسم نعيم
باسم نعيم

أعلن الدكتور باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، عن موافقة حركته على المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بخصوص التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

وذكر نعيم، في بيان رسمي نشره على صفحته في "فيسبوك"، أن المقترح يتضمن وقفاً تاماً للعمليات العسكرية، بالإضافة إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، مؤكداً أن حماس أبلغت الجانب الأميركي بموافقتها الرسمية، وأنها تنتظر الآن الرد الإسرائيلي على المبادرة، ما يعني أن المسؤولية باتت على عاتق الاحتلال لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر.

اقرأ أيضًا:

تضارب الروايات 

ويأتي هذا التصريح في وقت تتضارب فيه الأنباء حول طبيعة المقترح نفسه، وحقيقة المواقف الإسرائيلية والفلسطينية تجاهه، ففي حين تشير بعض التقارير الإعلامية إلى أن هناك قبولاً أولياً من الطرفين، إلا أن مضمون المقترحين اللذين يتم الحديث عنهما يبدو أنهما مختلفان، الأمر الذي يزيد الغموض بشأن فرص نجاح المبادرة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول فلسطيني قالت إنه مطلع ومقرب من حركة حماس، أن المقترح الذي وافقت عليه الحركة يتضمن إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء على دفعتين خلال فترة تهدئة تمتد إلى سبعين يوماً، على أن يرافق ذلك انسحاب تدريجي وجزئي للجيش الإسرائيلي من غزة. 

كما يشمل الاتفاق الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بينهم مئات ممن يقضون أحكاماً طويلة أو مؤبدة، بالإضافة إلى بدء مفاوضات غير مباشرة بعد تنفيذ المرحلة الأولى، تهدف إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد.

من جانبها، ذكرت قناة "الجزيرة" أن حماس وافقت على ما أطلقت عليه "مقترح ويتكوف"، والذي ينص على إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من سريان الاتفاق، وخمسة آخرين في اليوم السبعين، الذي يفترض أن يكون آخر أيام التهدئة. 

كما يتضمن المقترح إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق بواقع ألف شاحنة يومياً إلى قطاع غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية للقطاع في اليوم الخامس من التهدئة، مما يشير إلى بُعد إنساني وعملياتي ضمن مراحل المبادرة.

رد إسرائيل 

لكنّ المفاجأة جاءت من مصادر إعلامية عبرية أفادت بأن المقترح المتداول ليس في الواقع مقترح ويتكوف الرسمي، بل هو مبادرة بديلة تقدم بها رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني بشارة بحبح، ما أثار ارتباكاً واضحاً في التعامل الإعلامي والسياسي مع المبادرة. 

واعتبرت إسرائيل، بحسب تقارير عبريّة، أن هذه المبادرة بديلة وغير مقبولة تماماً، إذ وصفتها بأنها تمثل عملياً "استسلاماً لحماس"، لأنها تتضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار مقابل الإفراج عن عشرة رهائن فقط، وهو ما يتنافى مع ما تعتبره إسرائيل شروطاً "أمنية واستراتيجية".

وقد عبر ويتكوف نفسه عن خيبة أمله من رد حركة حماس على المقترح الذي حمل اسمه، قائلاً إن ما تلقاه من الحركة حتى الآن مخيب للآمال وغير مقبول بأي حال من الأحوال، مشيراً إلى أن الرد لم يتطابق مع فحوى المقترح الأميركي الأصلي، الأمر الذي يثير الشكوك بشأن مدى جدية الطرفين في السير نحو اتفاق حقيقي.

وفي السياق نفسه، نقلت "القناة 14" العبرية عن مسؤول حكومي إسرائيلي قوله إن المقترح الذي تحدثت عنه حماس "غير قابل للتطبيق تماماً" بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، وإنه "بعيد كل البعد عن أي صيغة قد تعتبر مقبولة إسرائيلياً"، مضيفاً أن إسرائيل لا تزال متمسكة فقط بالمقترح الذي تقدم به ويتكوف، والذي يفترض أن يحقق أهدافاً سياسية وعسكرية وأمنية تلبي شروط تل أبيب، من بينها ضمان تقويض قدرات حماس ومنعها من إعادة التسلّح أو السيطرة مجدداً على غزة.

وكالات