حماس تعلن موقفها النهائي من خرائط الانسحاب الإسرائيلية الجديدة.. وهذه العقبات المتبقية

الحرب في غزة
الحرب في غزة

في تطور لافت ضمن المفاوضات غير المباشرة حول غزة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن حركة حماس وافقت على خريطة الانسحاب الجديدة التي قدمتها إسرائيل خلال جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة.

وتنص الخريطة على انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور موراغ الواقع بين خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة، وهو ما يشكل نقطة محورية في المحادثات.

تفاصيل خريطة الانسحاب

وفقًا للتسريبات الإسرائيلية، لن يكون الانسحاب كاملاً، إذ تنص الخريطة على بقاء القوات الإسرائيلية داخل القطاع بعمق 1.2 كيلومتر شمال محور فيلادلفيا، و1.1 كيلومتر في شمال وشرق غزة.

ويبدو أن هذا الانتشار المحدود يفهم على أنه تنازل محسوب من جانب إسرائيل، يراعي مطالبها الأمنية دون إغلاق الباب أمام إمكانية التوصل لاتفاق تهدئة.

رفح بدلًا من محور موراغ

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصدر مشارك في المفاوضات، تحدث إلى واشنطن بوست، أن التركيز لم يعد منصبًا على محور موراغ كما كان في السابق، بل أصبح الوجود الإسرائيلي في رفح هو نقطة الخلاف الرئيسية الآن.

وأوضح المصدر أن هذه التحولات في الخطاب والمواقع التفاوضية تعكس مرونة نسبية، لا سيما مع تعاظم الضغوط الدبلوماسية والعسكرية خلال الفترة الأخيرة.

تفاؤل دولي

أكد المصدر ذاته أن الوسطاء يشعرون بتفاؤل غير مسبوق إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل في المدى القريب، مستشهدًا بتغير ملحوظ في موقف حماس، حيث وافقت على إطار عمل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وقال مسؤول دبلوماسي رفيع إن هذا التغير في موقف حماس جاء نتيجة الضغوط العسكرية الإسرائيلية المكثفة، والتدخل الأميركي النشط، والوساطة القطرية المتقدمة، مشيرًا إلى أن قطر باتت منخرطة الآن على مستوى أكثر تأثيرًا في العملية السياسية.

بنود أولية للاتفاق المحتمل

بحسب المسؤولين الإسرائيليين، يتضمن الإطار المحتمل للاتفاق إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين، وإعادة جثامين 18 آخرين، مقابل هدنة مؤقتة تستمر لمدة 60 يومًا.

وقال مصدر حكومي: "رغم التباين السياسي داخل إسرائيل، إلا أن الحكومة ملتزمة باتفاق لإطلاق سراح الرهائن، وهذا ما يحرص عليه رئيس الوزراء نفسه"، وأضاف: "التفاوض مع حماس معقد ولا يمكن تحديد جدول زمني، لكنه بات في متناول اليد رغم صعوبته".

العقبات المتبقية

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر دبلوماسي عربي أن الخريطة الجديدة المقترحة من إسرائيل قد تُعيق تنفيذ خطتها لإنشاء "المدينة الإنسانية" داخل القطاع، وهو المشروع الذي كانت تل أبيب تروج له كحل لمأساة المدنيين في غزة.

وبحسب المصدر ذاته، لا تزال هناك عقبات كبيرة تتعلق بآليات توزيع المساعدات الإنسانية، وهوية وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم خلال فترة الهدنة المقترحة.

تهديد إسرائيلي بالتصعيد

في تصريح واضح عن نوايا إسرائيل حال فشل المفاوضات، قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، إن الجيش الإسرائيلي سيكثف عملياته العسكرية في قطاع غزة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب.

ويعكس هذا التصريح إستراتيجية الضغط المستمر التي تعتمدها إسرائيل في موازاة المفاوضات، لإجبار الطرف الآخر على تقديم تنازلات حقيقية.

إشادة أميركية بتقدم المفاوضات

من جانبه، أشاد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بالتقدم المحقق في المفاوضات بشأن غزة، مشيرًا إلى أن الجهود الأميركية نجحت في خلق بيئة أكثر واقعية للتفاهم، مدعومة بعلاقات وثيقة مع قطر وبتنسيق دائم مع إسرائيل.

سكاي نيوز