كشفت قناة "إم تي في" اللبنانية، اليوم الأربعاء، عن وجود مفاوضات مكثفة تجري في الكواليس بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، وذلك في إطار مساعٍ حثيثة لإبرام صفقة تبادل أسرى، بوساطة عراقية نشطة.
ووفق ما نقلته القناة عن مصادر مطلعة، فإن وتيرة الاتصالات شهدت تسارعًا واضحًا خلال الأيام الماضية، في ظل تطورات جديدة أعادت تحريك هذا الملف المعقد، الذي ظلّ راكدًا لفترة طويلة.
إليزابيث تسوركوف في قلب الصفقة
وبحسب التقرير، فإن المحادثات الجارية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصير الجاسوسة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، التي تحتجزها جماعة "حزب الله العراقي" منذ فترة، والتي أصبحت ورقة تفاوضية مركزية ضمن الصفقة المرتقبة.
اقرأ أيضًا:
- ترامب في قمة الرياض: وعود بإنهاء حرب غزة وتوسيع التطبيع وتهديدات لإيران وحزب الله
- حزب الله يكشف علاقته بإطلاق صاروخين من لبنان تجاه إسرائيل
وتشير المعلومات إلى أن احتمال إطلاق سراحها شكل دافعًا أساسياً لتكثيف الوساطات، لا سيما من الجانب العراقي الذي يسعى لتقديم نفسه كقناة فعّالة قادرة على التوسط في الملفات الحساسة بين الأطراف الإقليمية.
15 أسيراً لبنانياً في الطريق للحرية
وفي المقابل، تتحدث التسريبات عن أن الصفقة المطروحة على الطاولة تتضمن إطلاق سراح خمسة عشر أسيرًا لبنانيًا تحتجزهم إسرائيل، جميعهم شاركوا في عمليات أو اشتبه بانتمائهم إلى حزب الله خلال السنوات الماضية.
ومن أبرز هؤلاء، بحسب التقرير، القيادي عماد أمهز، أحد أعضاء الجناح البحري للحزب، والذي اعتقلته وحدة النخبة الإسرائيلية "شاييت 13" خلال عملية عسكرية نوعية في منطقة البترون شمال لبنان، بتاريخ 2 نوفمبر 2024.
ويعد أمهز من الأسماء البارزة في ملف الصراع البحري بين الطرفين، وتقول مصادر إن الإفراج عنه سيكون بمثابة إنجاز رمزي ومعنوي كبير لحزب الله، الذي يطالب منذ فترة طويلة بتحريره ضمن أي اتفاق لتبادل الأسرى.
دور أميركي
ومن بين الشخصيات الدولية التي دخلت على خط الوساطة، يبرز اسم الجنرال الأميركي مايكل ليني، رئيس آلية الإشراف على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
وبحسب قناة "إم تي في"، فإن الجنرال ليني يلعب دورًا نشطًا في المفاوضات، ليس فقط من خلال السعي إلى تسهيل عملية تبادل الأسرى، بل كذلك من خلال الإشراف على جهود الكشف عن مصير ما لا يقل عن خمسة وستين مفقودًا، يعتقد أن معظمهم من عناصر حزب الله، اختفوا في ظروف غامضة خلال المواجهات العسكرية أو العمليات الخاصة.
وينتظر أن يشكل هذا الملف ضغطًا إضافيًا على إسرائيل في سياق الصفقة، إذ تربط بيروت أي تقدم في المفاوضات بضرورة تقديم معلومات واضحة حول مصير هؤلاء المفقودين.
إيراني وفلسطيني على قائمة الصفقة
وفي تطور لافت، أفادت القناة بأن القائمة الأولية للمحتمل شملهم في الصفقة لم تقتصر على اللبنانيين فقط، بل تم توسيعها مؤخرًا لتضم اسمي أسير إيراني وآخر فلسطيني، بطلب مباشر من الحكومة العراقية وبتوصية من طهران.
ويمثل هذا التعديل إشارة إلى عمق التشابك الإقليمي في هذا الملف، حيث لم تعد المفاوضات بين حزب الله وإسرائيل محصورة في الإطار الثنائي، بل باتت تعكس موازين القوى الإقليمية، وتدخلات اللاعبين المؤثرين في المنطقة.