شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، على أن الاعتراف بدولة فلسطين "ليس مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي"، مؤكدًا على أهمية اتخاذ موقف أوروبي موحد تجاه إسرائيل في ضوء الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة.
تحذير أوروبي مشترك
ولفت "ماكرون"، خلال مؤتمر صحفي عقده في سنغافورة، إلى ضرورة أن يعمد الأوروبيون إلى "تشديد الموقف الجماعي حيال إسرائيل" ما لم تقدم الأخيرة رداً يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية القائمة خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.
والجدير بالإشارة أن الرئيس الفرنسي قد وصل إلى سنغافورة، أمس الخميس، في إطار جولته في جنوب شرق آسيا، التي شملت أيضاً زيارتين لكل من فيتنام وإندونيسيا، وفق ما أفاد به قصر الإليزيه.
دعم واضح لحل الدولتين
وكان "ماكرون" قد جدد، خلال زيارته إلى إندونيسيا يوم الأربعاء الماضي، تأكيده على التزام فرنسا بحل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء النزاع المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين، معربًا عن أمله في رؤية نهاية قريبة للصراع، كما شدد على أن "السياسة الفرنسية تجاه الشرق الأوسط لا تتبنى أي معايير مزدوجة".
كما سبق وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء الماضي، على أن المؤتمر المرتقب حول "حل الدولتين" والذي سيعقد في مدينة نيويورك منتصف يونيو المقبل، سيشكل خطوة قوية في مسار الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.
وجاءت تصريحات ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، إلى جانب الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، وذلك ضمن زيارة رسمية يقوم بها إلى إندونيسيا، البلد الآسيوي المهم في المعادلات الدولية.
وفي سياق حديثه عن الحرب المستمرة على الفلسطينيين في قطاع غزة، أوضح "ماكرون"، أن بلاده سبق وأن أدانت أحداث السابع من أكتوبر 2023، وأقرت بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، على حد تعبيره. غير أنه شدد على أن فرنسا لا تمارس "ازدواجية في المعايير" في تعاملها مع هذه القضايا الحساسة، بحسب وصفه.
وأردف "ماكرون"، قائلاً إن بلاده، منذ اندلاع الحرب على غزة، تواصل مطالبتها بوقف فوري لإطلاق النار، وتسعى بكل جدية إلى تحقيق السلام وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
وتابع "ماكرون": "لهذا السبب نتحرك باتجاه إيجاد مسار يؤدي إلى حل الدولتين والاعتراف المتبادل بين الطرفين (…) إذ لا يمكن اليوم إعادة ترسيخ السلام وبنائه على المدى الطويل إلا من خلال حل سياسي شامل".
مؤتمر فرنسي سعودي من أجل غزة
كما لفت "ماكرون"، إلى أن فرنسا ستنظم مؤتمراً دولياً في نيويورك بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، يكون محوره الأبرز الوضع في غزة، ويهدف إلى إعطاء دفع جديد لمساعي الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأضاف أن هذا المؤتمر سيعزز أيضاً الاعتراف بحق دولة إسرائيل في العيش بسلام وأمان في محيطها الإقليمي.
توجه فرنسي للاعتراف بفلسطين
كما سبق وأعلن "ماكرون"، في أبريل الماضي، أن فرنسا قد تتخذ خطوة للاعتراف بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي المنتظر بشأن "حل الدولتين" الإسرائيلية والفلسطينية.
وفي مايو 2024، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال دورتها الاستثنائية العاشرة، لصالح مشروع قرار يدعم منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
والجدير بالإشارة أن فلسطين تحظى حالياً بوضع "دولة غير عضو" بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وهو الوضع الذي نالته بعد أن صوتت الجمعية العامة لصالحه بأغلبية ساحقة في 29 نوفمبر 2012.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تستمر إسرائيل، بدعم أميركي غير مشروط، في حربها الغاشمة على قطاع غزة، مما أسفر حتى الآن عن سقوط أكثر من 177 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، علاوة على أكثر من 11 ألف مفقود، في حين تجاوز عدد النازحين مئات الآلاف في ظل كارثة إنسانية متفاقمة.