كيف تستعد البحرية الإسرائيلية للتعامل مع سفينة كسر الحصار "مادلين" بقيادة غريتا ثونبرغ؟

جيش الاحتلال
جيش الاحتلال

أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن جيش الاحتلال يستعد للتعامل مع عدة "سيناريوهات محتملة" مع اقتراب وصول السفينة "مادلين"، التي أبحرت مؤخراً من إيطاليا في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. 

ووفقاً لما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن سلاح البحرية الإسرائيلي يتأهب للتعامل مع السفينة التي على متنها اثنا عشر ناشطاً دولياً، من بينهم الناشطة البيئية السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ، والممثل الأيرلندي المعروف ليام كانينغهام.

حصار بحري

ورداً على استفسار وجهته الإذاعة بشأن الموقف الرسمي من اقتراب السفينة، اكتفى الجيش الإسرائيلي بالقول في تصريح مقتضب: "نطبق الحصار البحري الأمني المفروض على غزة، ونحن على استعداد للتعامل مع مجموعة من السيناريوهات"، دون أن يكشف عن طبيعة هذه الإجراءات أو مستوى التصعيد المحتمل.

اقرأ أيضًا:

وقد انطلقت السفينة "مادلين" يوم الأحد الماضي من ميناء كاتانيا الواقع في جزيرة صقلية بجنوب إيطاليا، تحت راية تحالف أسطول الحرية، الذي يسعى منذ سنوات إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الساحلي المحاصر.

وتحمل السفينة على متنها 12 ناشطاً من جنسيات متعددة، بقيادة غريتا ثونبرغ، التي أكدت قبل مغادرة الميناء أن هذه الرحلة هي "مبادرة مدنية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة بشكل رمزي".

وأضافت قائلة: "إذا بقيت ذرة واحدة من الإنسانية في هذا العالم، فعلينا أن نقف من أجل فلسطين، من أجل غزة، من أجل حرية شعبها، وأنا هنا لأن هذا واجب أخلاقي لا يمكن تجاهله".

بيان أسطول الحرية 

من جهته، أصدر تحالف أسطول الحرية بياناً مفصلاً حول مهمة السفينة، جاء فيه أن "مادلين" تبحر باتجاه قطاع غزة وهي محمّلة بمساعدات إنسانية ضرورية تشمل مسحوق الحليب للأطفال، إمدادات طبية، ومستلزمات أساسية أخرى، مشدداً على أن الرحلة تجري عبر المياه الإقليمية الأوروبية، التي تعد قانونياً جزءاً من المياه الدولية، ما يجعل أي تدخل فيها عدواناً متعمداً وغير قانوني ضد مدنيين.

وأكد البيان أن السفينة غير مسلحة بالكامل، وأن مهمتها سلمية وتستند إلى مبادئ القانون الدولي، وأشار التحالف إلى أن الرحلة من المتوقع أن تستغرق قرابة أسبوع للوصول إلى المياه الإقليمية الفلسطينية قبالة سواحل غزة، لكنه لم يستبعد تعرض "مادلين" لمحاولة اعتراض أو هجوم من قبل القوات البحرية الإسرائيلية، كما حدث سابقاً مع سفينة "الضمير" التابعة لنفس التحالف.

وكانت سفينة "الضمير"، التي انطلقت في مايو الماضي ضمن حملة دولية مماثلة، قد تعرّضت لهجوم بطائرات مسيّرة إسرائيلية يوم 2 مايو، ما أسفر عن إحداث ثقب في بدن السفينة واندلاع حريق في مقدمتها، بحسب ما أفادت به مصادر من التحالف.

ظروف إنسانية قاسية 

ويأتي تحرك سفينة "مادلين" في وقت يعيش فيه سكان قطاع غزة ظروفاً إنسانية قاسية، نتيجة سياسة إسرائيلية ممنهجة تُوصف بأنها تمهيد لتهجير قسري جماعي، وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن إسرائيل تواصل منذ 2 مارس الماضي إغلاق كافة المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية ولا سيما المواد الغذائية، في محاولة لتجويع أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يقطنون القطاع.

ويؤكد المسؤولون في غزة أن الحصار البحري والبري والجوي المفروض، بالتوازي مع العمليات العسكرية العنيفة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، يشكل سياسة إبادة جماعية متكاملة الأركان، خاصة في ظل الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل، سواء سياسياً أو عسكرياً.

وقد أسفرت هذه الحرب عن سقوط أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، وفق إحصاءات محلية، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، فضلاً عن وجود أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف كارثية بعد تدمير منازلهم ومرافقهم الحيوية.

وكالات