حماس تعيد صياغة ردها على مقترح ويتكوف.. هل نشهد انفراجة في المفاوضات قبل عيد الأضحى؟

حماس
حماس

في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني في قطاع غزة، تواصل مصر وقطر، بمشاركة فعالة من الولايات المتحدة، جهود الوساطة الرامية إلى التوصل لتفاهمات بين إسرائيل وحركة حماس، رغم استمرار وجود فجوات كبيرة بين الطرفين المتفاوضين.

وبحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصدر فلسطيني مطلع، فإن حركة حماس تعمل حاليًا على إعادة صياغة ردها الرسمي على المقترح الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وذلك في محاولة لإضفاء نبرة أكثر إيجابية على الموقف الفلسطيني، بما يسهم في فتح الباب أمام جولة جديدة من المحادثات.

اقرأ أيضًا:

توقعات أميركية

ويأمل ويتكوف، الذي يلعب دورًا محوريًا في التنسيق بين مختلف الوسطاء، أن يشكل هذا الرد المعدل قاعدة يمكن البناء عليها في المحادثات المقبلة التي من المقرر أن تُعقد في العاصمة القطرية، الدوحة.

من جانبها، تراهن الإدارة الأمريكية على إمكانية الإعلان عن تقدم ملموس في المفاوضات قبل حلول عيد الأضحى هذا الأسبوع، ما يشير إلى رغبة واشنطن في استخدام مناسبة العيد كفرصة لخلق أجواء تهدئة، ولو جزئية، تعيد ترتيب أولويات المنطقة وتمنح فرصة لاستئناف المسار السياسي.

مطالب حماس

وفي تطور لافت، أفادت القناة الإسرائيلية i24NEWS، مساء الثلاثاء، أن حماس رفعت سقف مطالبها خلال المحادثات الأخيرة، مشددة على ضرورة الحصول على ضمانات أمريكية واضحة، بالإضافة إلى مقترحات جديدة تقدمها السلطة الفلسطينية أو أطراف عربية داعمة. 

وأشارت القناة إلى أن هذه المطالب تأتي في إطار حرص الحركة على تأمين استمرار المفاوضات بعد انتهاء فترة التهدئة المبدئية التي تم الحديث عنها سابقًا ومدتها ستون يومًا.

وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التقى مؤخرًا بعدد من قادة حماس البارزين في الدوحة، حيث تم خلال اللقاء مناقشة سبل الخروج من حالة الجمود الحالية. 

وعبر ممثلو حماس خلال الاجتماع عن تمسكهم بضرورة وجود التزامات وضمانات أمريكية صريحة تؤكد استمرار المحادثات بعد التهدئة، بهدف الوصول إلى اتفاق شامل يضع حدًا للعمليات العسكرية، ويؤسس لمرحلة جديدة من التهدئة طويلة الأمد.

محادثات غير معلنة

وفي إطار هذه الجهود، يتواجد في الدوحة بشارة بحبح، المسؤول عن قنوات الاتصال بين الولايات المتحدة وحماس، حيث يواصل إجراء محادثات غير معلنة مع قادة الحركة، في محاولة لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات التي تحول دون التوصل إلى تفاهم نهائي.

ورغم هذا الحراك الدبلوماسي المكثف، لا تزال الفجوة قائمة بين رؤية حركة حماس والمقترح الأمريكي الذي قدمه ويتكوف، ففي حين تسعى واشنطن لتطبيق خطة تبدأ بإطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين خلال أسبوع، فإن حماس تقدمت بخطة بديلة تختلف في ترتيب الخطوات ودرجة الالتزام المبدئي من الطرفين، ما يعكس حجم التباين في أولويات كل طرف.

وكانت إسرائيل قد علقت على إعلان كل من مصر وقطر عن جهود الوساطة يوم الأحد، بالإشارة إلى أن حماس أبدت من خلال بيان رسمي اهتمامًا فعليًا بالتوصل إلى اتفاق، إلا أن مضمون خطتها المعدلة لا يتطابق بأي حال مع الرؤية الأمريكية، مما يبقي مستقبل المفاوضات رهن التجاذبات والضمانات المطلوبة.

وكالة معا الاخبارية